آيات من القرآن الكريم

وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮯﮰﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ

كما فى المقاصد الحسنة للسخاوى. وكان عليه السلام يكتب الى العجم فقيل انهم لا يقبلون الا كتابا عليه خاتم فاتخذ لنفسه خاتما من فضة ونقش فيه محمد رسول الله وجعله فى خنصر يده اليسرى على ما رواه انس رضى الله عنه. ويقال كل كتاب لا يكون مختوما فهو مغلوب وفى تفسير الجلالين كريم اى حسن ما فيه انتهى كما قال ابن الشيخ فى أوائل سورة الشعراء كتاب كريم اى مرضى فى لفظه ومعانيه او كريم شريف لانه صدر بالبسملة كما قال بعضهم [چون مضمون نامه نام خداوند بوده پس آن نامه بزركترين وشريفترين همه نامها باشد]
اى نام تو بهترين سرآغاز... بي نام تو نامه چون كنم باز
آرايش نامهاست نامت... آسايش سينها كلامت
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الكتاب لما كان سببا لهدايتها وحصول إيمانها سمته كريما لانها بكرامته اهتدت الى حضرة الكريم قال بعضهم لاحترامها الكتاب رزقت الهداية حتى آمنت كالسحرة لما قدموا فى قولهم يا موسى اما ان تلقى وراعوا الأدب رزقوا الايمان ولما مزق كسرى كتاب رسول الله ﷺ مزق الله ملكه وجازاه على كفره وعناده إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ كأنه قيل ممن هو وماذا مضمونه فقالت انه من سليمان وَإِنَّهُ اى مضمونه او المكتوب فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الباء بقاؤه والسين سناؤه والميم ملكه والالف أحديته واللامان جماله وجلاله والهاء هويته والرحمان اشارة الى رحمته لاهل العموم فى الدنيا والآخرة والرحيم اشارة الى رحمته لاهل الخصوص فى الآخرة قال بعض الكبار انها بسملة براءة فى الحقيقة ولكن لما وقع التبري من أهلها أعطيت للبهائم التي آمنت بسليمان واكتفى فى أول السورة بالباء إذ كل شىء فى الوجود الكونى لا يخلو من رحمة الله عامة او خاصة وهذه البسملة ليست بآية تامة مثل (بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها) بخلاف ما وقع فى أوائل السور فانها آية منفردة نزلت مائة واربع عشرة مرة عدد السور [هر حرفى ازين آيت ظرفى است شراب رحيق را وهر كلمتى صدفى است دره تحقيق را هر نقطه زو كوكبى است آسمان هدايترا ونجم رجمى است مر اصحاب غوايت را] : قال المولى الجامى فى حق البسملة
نوزده حرفست كه هـژده هزار... عالم ازو يافته فيض عميم
ان فسرة اى أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ لا تتكبروا كما يفعل جبابرة الملوك: وبالفارسية [بر من بزركى مكنيد] وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ حال كونكم مؤمنين فان الايمان لا يستلزم الإسلام والانقياد دون العكس قال قتادة وكذلك كانت الأنبياء عليهم السلام تكتب جملا لا تطيل يعنى ان هذا القدر الذي ذكره الله تعالى كان كتاب سليمان وليس الأمر فيه بالإسلام قبل اقامة الحجة على رسالته حتى يتوهم كونه استدعاء للتقليد فان إلقاء الكتاب إليها على تلك الحالة معجزة باهرة دالة على رسالة مرسلها دلالة بينة يقول الفقير يكفى فى هذا الباب حصول العلم الضروري بصدق الرسول وإلا فهي لا تستبعد كون الإلقاء المذكور بتصرف من الجن وقد كان الجن يظهرون لها بعض الخوارق ومنها صنعة العرش العظيم لها لان أمها كانت

صفحة رقم 342

فيكون من تمام كلام بلقيس ويجوز ان يكون تصديقا لها من جهة الله تعالى اى وكما قالت هى تفعل الملوك وفيه اشارة الى ان العاقل مهما تيسر له دفع الخصوم بطريق صالح لا يوقع نفسه فى خطر الهلاك بالمحاربة والمقاتلة بالاختيار الا ان يكون مضطرا قال بعضهم من السؤدد الصلح وترك الافراط فى الغيرة وفيه اشارة اخرى وهى ان ملوك الصفات الربانية إذا دخلوا قرية الشخص الإنساني بالتجلى أفسدوها بإفساد الطبيعة الانسانية الحيوانية (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها) وهم النفس الامارة وصفاتها (أَذِلَّةً) لذلوليتهم بسطوات التجلي (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) مع الأنبياء والأولياء لانهم خلقوا لمرآتية هذه الصفات إظهارا للكنز المخفي فيكون قوله ان الملوك إلخ نعت العارف كما قال ابو يزيد البسطامي قدس سره وقال جعفر الصادق رضى الله عنه أشار الى قلوب المؤمنين فان المعرفة إذا دخلت القلوب زال عنها الأماني والمرادات اجمع فلا يكون القلب محل غير الله وقال ابن عطاء رحمه الله إذا ظهر سلطان الحق وتعظيمه فى القلب تلاشى الغفلات واستولت عليه الهيبة والإجلال ولا يبقى فيه تعظيم شىء سوى الحق فلا تشتغل جوارحه الا بطاعته ولسانه الا بذكره وقلبه الا بالإقبال عليه قال بعضهم من قوبل باسمه الملك رأى نفسه فى قبضته فسلم له فى مملكته وقام بحق حرمته على بساط خدمته وفى الفتوحات المكية للملك ان يعفو عن كل شىء الا عن ثلاثة أشياء وهى التعرض للحرم وافشاء سره والقدح فى الملك نسأل الله حسن الأدب فى طريق الطلب وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ الى سليمان وقومه رسلا بِهَدِيَّةٍ عظيمة وهى اسم للشىء المهدى بملاطفة ورفق قال فى المفردات الهدية مختصة باللطف الذي يهدى بعضنا الى بعض فَناظِرَةٌ قال فى كشف الاسرار الناظر هاهنا بمعنى المنتظر وقال الكاشفى [پس نكرنده ام كه از آنجا] بِمَ أصله بما على انه استفهام اى بأى شىء يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ بالجواب من عنده حتى اعمل بما يقتضيه الحال- روى- انها بعثت خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحليهن كالاساور والاطواق والقرطة مخضبى الأيدي راكبى خيل مغشاة بالديباج محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر وخمسمائة جارية على رماك فى زىّ الغلمان والف لبنة من ذهب وفضة وفى المثنوى

هديه بلقيس چهل اشتر بدست بار آنها جمله خشت زر بدست «١»
وتاجا مكللا بالدر والياقوت المرتفع قيمة والمسك والعنبر وحقة فيها درة ثمينة عذراء اى غير مثقوبة وخرزة جزعية معوجة الثقب وكتبت كتابا فيه نسخة الهدايا وبعثت بالدية رجلا بالإشراف قومها يقال له المنذر بن عمرو وضمت اليه رجالا من قومها ذوى رأى وعقل وقالت ان كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري واخبر بما فى الحقة قبل فتحها وثقب الدرة ثقبا مستويا وسلك فى الخرزة خيطا ثم قالت للمنذر ان نظر إليك نظر غضبان فهو ملك فلا يهو لنك منظره وان رأيته هشا لطيفا فهو نبى فاقبل الهدهد نحو سليمان مسرعا فاخبره الخبر فأمر سليمان الجن فضربوا لبن الذهب والفضة وفرشوها فى ميدان بين يديه طوله ستة فراسخ وجعلوا حول الميدان حائطا شرفاته من الذهب والفضة [يعنى كرد ميدان ديوار برآوردند
(١) در أوائل دفتر چهارم در بيان قصه هديه فرستادن بلقيس از شهر سبا إلخ

صفحة رقم 344
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية