آيات من القرآن الكريم

مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ
ﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮨﮩﮪﮫ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩ ﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳ ﯵﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭥﭦﭧﭨ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖ ﮘﮙﮚﮛ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱ ﯔﯕﯖ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯪﯫﯬﯭﯮ

من سورة البقرة في صدد اجتياز بني إسرائيل البحر رواية عجيبة غريبة تثير التعجب في قارئها لتسويغ مفسري الشيعة لصنع مثل هذه الروايات وحشو كتبهم بها ويكشف شدة استغراقهم في حزبيتهم حتى جعلتهم لا يرون في الهراء عيبا. وقد رأينا أن نوردها هنا بمناسبة هذه السلسلة التي ورد فيها خبر ذلك الاجتياز. وقد جاء في الرواية «أن موسى لما انتهى إلى البحر أوحى الله إليه أن قل لبني إسرائيل جددوا توحيدي وأسروا بقلوبكم ذكر محمد سيد عبيدي وإمائي وأعيدوا على أنفسكم الولاية لعلي أخي محمد وآله الطيبين وقولوا اللهم بجاههم جوزنا على متن هذا الماء فإن الماء يتحول لكم أرضا. وترد بنو إسرائيل في تصديق ذلك حتى جرب الأمر طالب بن يوحنا فتحقق. وحينئذ طلب بنو إسرائيل أن يكون لكل سبط طريقهم الخاص وأن تكون جدران كل طريق شفافة حتى يرى بعضهم بعضا أثناء الاجتياز فكان الله يأمر موسى بأن يقول لهم توسلوا إلي بجاههم حتى أحقق لكم مطالبكم. فكانوا يتوسلون وحقق لهم ما طلبوه «١».
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٦٩ الى ١٠٤]
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣)
قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (٧٧) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨)
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٨٢) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣)
وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨)
إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (٩١) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣)
فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٩٨)
وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤)

(١) التفسير والمفسرون للذهبي ج ٣.

صفحة رقم 249

(١) عاكفين: مقيمين على عبادتهم.
(٢) حكما: فهما وحكمة.
(٣) ينتصرون: يدفعون عن أنفسهم أو ينقذون أنفسهم.
(٤) كبكبوا: من الكب بمعنى ألقوا وقذفوا.
(٥) يختصمون: يتجادلون.
(٦) إذ نسويكم: إذ نجعلكم سواء أو مساوين.
(٧) صديق حميم: صديق شديد الصداقة.
تعليق على قصة إبراهيم وأبيه وقومه في السورة
هذه حلقة ثانية من السلسلة احتوت حكاية ما كان بين إبراهيم عليه السلام وأبيه وقومه ومصيرهم في الآخرة، وعبارتها واضحة. وبعض ما جاء فيها جاء في سورة مريم التي سبق تفسيرها مع بعض زيادة ونقص في الفحوى والأسلوب اقتضتهما حكمة التنزيل التي اقتضت تكرار إيراد القصة لمناسبة جديدة. وقد علقنا على القصة وأوردنا بعض البيانات التي رواها المفسرون عن علماء الأخبار واستدللنا بها على أن قصص إبراهيم المماثلة التي لم ترد في سفر التكوين كانت متداولة في عصر النبي وبيئته. ولم يورد المفسرون في سياق هذه الحلقة بيانات جديدة يحسن إيرادها أو إيجازها.
وفي القصة شيء جديد وهو أن المحاورة لم تقتصر هنا على إبراهيم عليه السلام وأبيه بل اشترك فيها قوم إبراهيم مع بيان كونهم كانوا يعبدون الأصنام. وقد

صفحة رقم 250

ذكر هذا أيضا في الروايات التي يرويها المفسرون عن علماء الأخبار على ما ذكرناه في سياق تفسير سورة مريم.
وبدء هذه الحلقة بجملة وَاتْلُ عَلَيْهِمْ التي يعود الضمير فيها إلى الكفار كما هو المتبادر وانتهاؤها باللازمة التي يعود ضميرها إلى الكفار أيضا دليل على أن القصد من إيرادها هو التذكير وضرب المثل.
والآيات [٩٠- ١٠٢] جاءت بمثابة تعقيب على قصة إبراهيم وأقواله ودعائه. موجهة لسامعي القرآن على ما هو المتبادر منها. فالجنة تهيأ للمتقين والجحيم للغاوين الذين يسألون على سبيل التحدي والتبكيت عن شركائهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله وعمّا إذا كانوا يمكنهم أن ينصروهم ثم يكبون جميعهم في جهنم فيأخذون بالتلاوم وإظهار الندم على ما فرط منهم والحسرة على فقدهم أي شفيع وصديق. وتمني العودة لتلافي أمرهم. وأسلوبها قوي نافذ من شأنه أن يثير الطمأنينة والغبطة في المتقين والفزع والهلع والندم في الكفار. وهو ما استهدفته كما هو المتبادر. والأسلوب الذي حكيت به قوة إخلاص إبراهيم عليه السلام لله تعالى واعتماده عليه وحده ودعواته التي وجهها إليه قوي نافذ أيضا.
ولقد كان كفار العرب يتخذون لهم أصناما يعكفون عليها ويقيمون طقوسهم عندها على ما شرحناه في سياق تفسير سورة النجم. ولقد كان فريق من العرب يعتقدون أنهم يمتون بالنبوّة إلى إبراهيم عليه السلام على ما شرحناه في سياق تفسير سورة الأعلى. فالمتبادر أن الآيات استهدفت كما استهدفت آيات سورة مريم تذكيرهم بعقيدة التوحيد والإخلاص لله تعالى التي كان عليها جدّهم وجعله كل اعتماده على الله في كل شأن ومطلب وأمل في حياته وبعثه. وما كان من تقريعه لأبيه وقومه على عبادتهم الأصنام وتقريره عدم نفعهم وضرهم وكونه عدوا لهم بقصد إحكام الحجة عليهم وحملهم على الارعواء وسلوك طريق جدهم الذي يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ولقد روى البخاري في سياق الآية وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ حديثا عن أبي هريرة قال «قال رسول الله ﷺ إنّ إبراهيم عليه السلام يرى أباه يوم القيامة عليه

صفحة رقم 251
التفسير الحديث
عرض الكتاب
المؤلف
محمد عزة بن عبد الهادي دروزة
الناشر
دار إحياء الكتب العربية - القاهرة
سنة النشر
1383
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية