آيات من القرآن الكريم

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ

وقال مقاتل: يعني يوم الحساب (١). ثم دعا إبراهيم ربه فقال:
٨٣ - ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا﴾ قال ابن عباس: معرفة بالله وبحدوده وأحكامه (٢).
وقال مقاتل: يعني اللهم والعلم (٣).
﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ قال ابن عباس: بأهل الجنة.
وقال عطاء عنه: يريد النبيين قبله (٤).
٨٤ - ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ قال ابن عباس، ومجاهد، وسفيان، والسدي، ومقاتل، والكلبي، والمفسرون يعني: ثناءً حسنًا (٥). ﴿فِي الْآخِرِينَ﴾ يعني: في الذين يأتون بعدي (٦).

(١) "تفسير مقاتل" ٥١ ب. ذكر الواحدي، في "الوسيط" ٣/ ٣٥٦، هاهنا حديث عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ في الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وُيطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) أخرجه مسلم ١/ ١٩٦، كتاب الإيمان، رقم ٢١٤. والحاكم ٢/ ٤٣٩، كتاب التفسير، رقم: ٣٥٢٤، وقال صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والحديث أخرجه مسلم كما سبق.
(٢) "تفسير الوسيط" ٣/ ٣٥٦. و"تفسير البغوي" ٦/ ١١٨. و"تفسير القرطبي" ١٣/ ١١٢. وأخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٨١، عن ابن عباس: الحكم: العلم.
(٣) "تفسير مقاتل" ٥١ ب. و"تنوير المقباس" ٣٠٩. وجعل ابن جرير ١٩/ ٨٦، الحكم هنا: النبوة. وهو قول السدي، أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٨١.
(٤) "تفسير مقاتل" ٥١ ب. وفي "تنوير المقباس" ٣٠٩: بآبائي المرسلين في الجنة.
(٥) خرجه بسنده عن مجاهد، الفراء، "معاني القرآن" ٢/ ٢٨١. وذكره أبو عبيدة ٢/ ٨٧، ولم ينسبه. وذكره ابن جرير ١٩/ ٨٦. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٨١، عن مجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد.
(٦) "تفسير مقاتل" ٥١ ب. و"تنوير المقباس" ٣١٠.

صفحة رقم 72

قال أبو إسحاق: معناه اجعل لي ثناء حسنًا باقيًا إلى آخر الدهر (١).
قال المفسرون: وأعطاه الله ذلك، وكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه (٢). وذكرنا أن اللسان قد يُذكر والمراد به القول (٣)، ومنه:
إني أتتني لسانٌ...... البيت (٤)
والعرب إذا مدحت شيئًا أضافته إلى الصدق (٥)؛ كقوله تعالى: ﴿قَدَمَ صِدْقٍ﴾ [يونس: ٢] وقد مر (٦).

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٩٤. قال السمرقندي، في؛ "تفسيره" ٢/ ٤٧٦: وإنما أراد بالثناء الحسن ليقتدوا به فيكون له مئل أجر من اقتدى به.
(٢) "تفسير مقاتل" ٥١ ب، بلفظ: "فكل أهل دين يتولون إبراهيم -عليه السلام-، ويثنون عليه". وذكر هذا هود الهواري ٣/ ٢٣٠. وأخرجه بسنده مطولاً ابن جرير ١٩/ ٨٦، عن عكرمة. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٨١، عن ابن عباس. قال الجصاص ٥/ ٢١٤: فاليهود تقر بنبوته، وكذلك النصارى، وأكثر الأمم. وذكره الثعلبي ٨/ ١١٣ أ.
(٣) ذكر ذلك ابن قتيبة، في "تأويل مشكل القرآن" ١٤٦. ونقله عنه الثعلبي ٨/ ١١٣ أ.
(٤) أنشده كاملاً ابن قتيبة، في "تأويل مشكل القرآن" ١٤٦، ولم ينسبه، وتمامه:
إني أتتني لسانٌ لا أُسرُّ بها من عَلوَ لا عجبٌ منها ولا سَخَرُ
قال ابن قتيبة: أي: أتاني خبرٌ لا أسر به. والبيت مطلع قصيدة لأعشى باهلة، يرثي بها المنتشر بن وهب الباهلي، وقد ذكرها المبرد، الكامل ٣/ ١٤٣١. وأنشده ونسبه الثعلبي ٨/ ١١٧ أ.
(٥) في "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٥٥: يقال: هذا رجل صِدْق، معناه: نعم الرجل هو.
(٦) ذكر الواحدي في تفسير هذه الآية ما يتعلق بالقدم، ومعناه، والمراد به، ثم قال: هذا الذي ذكرنا معنى القدم في اللغة، فأما التفسير فقال ابن عباس: أجراً حسناً بما قدموا من أعمالهم. وعلى هذا المعنى: أن لهم أجر صدق أو ثوابه، على تقدير حذف المضاف، وقال مجاهد والحسن: يعني الأعمال الصالحة. وعلى هذا لا حذف. =

صفحة رقم 73
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية