آيات من القرآن الكريم

وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ
ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳ ﰿ ﭵﭶﭷﭸﭹ ﭻﭼﭽ ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍ

بحق نكريست واين مقام مريدست وحبيب از حق بخود نظر كرد واين مقام مرادست مريد را هر چهـ كويند آن كند ومراد هر چهـ كويد چنان كنند]

اين يكى را روى او در روى دوست وآن دكر را روى او خود روى اوست
وفى كشف الاسرار [موسى خود را درين حكم فرموده كه كفت (مَعِي رَبِّي) ونكفت «معنا ربنا» زيرا كه در سابقه حكم رفته بود كه قومى از بنى إسرائيل بعد از هلاك فرعون وقبطيان كوساله پرست خواهند شد باز مصطفى عليه السلام چون در غار بود با صديق اكبر از احوال صديق آن حقائق معانى ساخته كه او را با نفس خود قرين كرد ودر حكم معيت آورد كفت (إِنَّ اللَّهَ مَعَنا) وكفته اند موسى خود را كفت (إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) ورب العزة امت محمد را كفت (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) موسى آنچهـ خود را كفت الله او را بكرد واو را راه نجات نمود وكيد دشمن از پيش برداشت چكويى آنكه تعالى بخودىء خود امت احمد را كفت ووعده كه داد اولى كه وفا كند از غم كناه برهاند وبرحمت ومغفرت خود رساند]- روى- ان مؤمن آل فرعون كان بين يدى موسى فقال اين أمرت فهذا البحر امامك وقد غشيك آل فرعون قال أمرت بالبحر ولعلى اومر بما اصنع- روى- عن عبد الله بن سلام ان موسى لما انتهى الى البحر قال عند ذلك يا من كان قبل كل شىء والمكون لكل شىء والكائن بعد كل شىء اجعل لنا مخرجا وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ (ألا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر) قلت بلى قال (قل اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله) قال ابن مسعود فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي عليه السلام فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ يا موسى اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ هو بحر القلزم وسمى البحر بحرا لاستبحاره اى اتساعه وانبساطه. وبحر القلزم طرف من بحر فارس والقلزم بضم القاف وسكون اللام وضم الزاى بليدة كانت على ساحل البحر من جهة مصر وبينها وبين مصر نحو ثلاثة ايام وقد خربت ويعرف اليوم موضعها بالسويس تجاه عجرود منزل ينزله الحاج المتوجه من مصر الى مكة وبالقرب منها غرق فرعون وبحر القلزم بحر مظلم وحش لا خير فيه ظاهرا وباطنا وعلى ساحل هذا البحر مدينة مدين وهى خراب وبها البئر التي سقى موسى عليه السلام منها غنم شعيب وهى معطلة الآن قال الكاشفى [موسى عليه السلام بر لب دريا آمد وعصا بر وى زد وكفت يا أبا خاله ما را راه ده] فَانْفَلَقَ الفاء فصيحة اى فضرب فانفلق ماء البحر اى انشق فصار اثنى عشر فرقا بعدد الأسباط بينهن مسالك فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ اى كل جزء تفرق منه وتقطع قال فى المفردات الفرق يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق والفرق يقال اعتبارا بالانفصال والفرق القطعة المنفصلة وكل فرق بالتفخيم والترقيق لكل القراء والتفخيم اولى كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ كالجبل المرتفع فى السماء الثابت فى مقره قال الراغب الطود الجبل العظيم ووصفه بالعظم لكونه فيما بين الأطواد عظيما لا لكونه عظيما فيما بين سائر الجبال فدخلوا فى شعابها كل سبط فى شعب منها قال الكاشفى [وفى الحال بادى در تك دريا وزيد وكل خشك شده وهر سبطى از راهى بدريا درآمدند] كما قال تعالى (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً) وَأَزْلَفْنا اى قربنا من بنى إسرائيل قال فى تاج المصادر: الازلاف [نزديك

صفحة رقم 279

كردانيدن وجمع كردن] وفسر بهما قوله تعالى (وَأَزْلَفْنا) الا ان الحمل على المعنى الاول احسن انتهى ثَمَّ حيث انفلق البحر وهو اشارة الى المستبعد من المكان الْآخَرِينَ اى فرعون وقومه حتى دخلوا على اثرهم مداخلهم وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ من الغرق بحفظ البحر على تلك الهيئة الى ان عبروا الى البر ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ باطباقه عليهم يعنى: [چون بنى إسرائيل همه از دريا بيرون آمدند موسى ميخواست كه دريا بحال خود باز شود از بيم آنكه فرعون وقبطيان بآن راهها درآيند وبايشان در رسند فرمان آمد كه] يا موسى اترك البحر رهوا اى صفوفا ساكنة فان فرعون وقومه جند مغرقون فتركه على حاله حتى أغرقهم الله تعالى كما مر فى غير موضع آورده اند كه آن روز كه موسى نجات يافت ودشمن وى غرق كشت روز دوشنبه بود دهم ماه محرم وموسى آن روز روزه داشت شكر آن نعمت را] إِنَّ فِي ذلِكَ اى فى جميع ما فصل خصوصا فى الانجاء والغرق لَآيَةً لعبرة عظيمة للمعتبرين وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ اى اكثر المصريين وهم آل فرعون مُؤْمِنِينَ قالوا لم يكن فيه مؤمن الا آسية امرأة فرعون وخربيل المؤمن ومريم بنت ناموشا التي دلت على عظام يوسف عليه السلام حين الخروج من مصر وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب المنتقم من أعدائه كفرعون وقومه الرَّحِيمُ باوليائه كموسى وبنى إسرائيل يقول الفقير هذا هو الذي يقتضيه ظاهر السوق فان قوله تعالى (إِنَّ فِي ذلِكَ) إلخ ذكر فى هذه السورة فى ثمانية مواضع. أولها فى ذكر النبي عليه السلام وقومه كما سبق وذكر النبي عليه السلام وان لم يتقدم صريحا فقد تقدم كناية. والثاني فى قصة موسى ثم ابراهيم ثم نوح ثم هود ثم صالح ثم لوط ثم شعيب عليهم السلام فتعقيب القول المذكور بكل قصة من هذه القصص يدل على ان المراد بالأكثر هو من لم يؤمن من قوم كل نبى من الأنبياء المذكورين وقد ثبت فى غير هذه المواضع ايضا ان اكثر الناس من كل امة هم الكافرون فكون كل قصة آية وعبرة انما يعتبر بالنسبة الى من شاهد الوقعة ومن جاء بعدهم الى قيام الساعة فبدخل فيهم قريش لانهم سمعوا قصة موسى وفرعون مثلا من لسان النبي عليه السلام فكانت آية لهم مع ان بيانها من غير ان يسمعها من أحد آية اخرى موجبة للايمان حيث دل على ان ما كان الا بطريق الوحى الصادق نعم ان قوله تعالى (إِنَّ فِي ذلِكَ) إذا كان اشارة الى جميع ما جرى بين موسى وفرعون مثلا كان غير الانجاء والغرق آية للمغرقين ايضا وبذلك يحصل التلاؤم الأتم بما بعده فافهم جدا وقد رجح بعضهم رجوع ضمير أكثرهم الى قوم نبينا عليه السلام فيكون المعنى ان فى ذلك المذكور لآية لاهل الاعتبار كما كان فى المذكور فى أول السورة آية ايضا وما كان اكثر هؤلاء الذين يسمعون قصة موسى وفرعون وهم اهل مكة مؤمنين لعدم تدبرهم واعتبارهم فليحذروا عن ان يصيبهم مثل ما أصاب آل فرعون وان ربك لهو العزيز الغالب على ما أراد من انتقام المكذبين الرحيم البالغ فى الرحمة ولذلك يمهلهم ولا يعجل عقوبتهم بعدم ايمانهم بعد مشاهدة هذه الآيات العظيمة بطريق الوحى مع كمال استحقاقهم لذلك وفى الآية تسلية للنبى عليه السلام لانه كان قد يغتم قلبه المنير بتكذيب قومه مع ظهور

صفحة رقم 280
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية