
تَغَيُّظًا} [الفرقان ١٢] وقد مر. والمغايظة بين اثنين.
قال مقاتل: ﴿وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ﴾ بقتلهم أبكارنا ثم هربهم منا (١).
وقال آخرون: أي مما أخذوه من العواري التي استعاروها من أوللي، وخروجهم من أرضنا على مخالفة لنا (٢).
٥٦ - وقوله: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ وقرئ: (حذرون) (٣) قال الفراء: وكأن: الحاذر الذي يحذرك الآن. وكأن: الحَذِر المخلوق حَذِرًا لا تلقاه إلا حذرًا (٤).
وقال الزجاج: الحاذر: المستعد. والحذر: المتيقظ (٥).
وقال أبو عبيدة: رجل حَذِر وحَذُر (٦) وحاذر.
(٢) "تفسير ابن جرير" ١٩/ ٧٦. وذكره في "الوسيط" ٣/ ٣٥٤، ولم ينسبه. وهو كالقول السابق.
(٣) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (حذرون) بغير ألف. وقرأ الباقون بالألف. "السبعة في القراءات" ٤٧١، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٥٨، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٣٥.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨٠.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٩٢.
(٦) في نسخة (ب)، حذر مرة واحدة.

قال ابن أحمر:
هل أُنسأَنْ يومًا إلى غيره... إنِّي حواليٌ وإنِّى حَذِر (١)
قال: حوالي: ذو حيلة (٢).
وأنشد أيضًا للعباس بن مرداس:
وإني حاذرٌ أنْمِى سلاحي... إلى أوصال ذَيَّال منيع (٣)
قال أبو علي: يقال: حَذِر يَحذَر حَذَرًا، واسم الفاعل: حَذِر. فأما حاذر فإنه يراد به أنه يفعل الحذر فيما يَستقبل. وكذلك قوله: وإني حاذر، كأنه يريد: متحذر عند اللقاء (٤).
وقال شمر: الحاذر: المُؤدِي الشاكُّ في السلاح (٥). وكذا جاء في
إني حوالي وإني حذر... هل ينسأن يومي إلى غيره.
ونسبه لابن أحمر. "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٥٨. وفي "الحاشية": ليس في شعر ابن أحمر المطبوع. وفي "اللسان" ١١/ ١٨٦ (حول): ويقال: رجل حوالي للجيد الرأي ذي الحيلة، قال ابن أحمر، ويقال: للمرار بن منقذ العدوي:
أو تنسأن يومي إلى غيره إني حوالي وإني حذر.
(٢) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٨٦.
(٣) أنشده أبو عبيدة، "مجاز القرآن" ٢/ ٨٦، منسوبًا لعباس بن مرداس. وفيه: الذيال: الفرس الطويل الذنب. وذكره أبو علي نقلاً عن أبي عبيدة، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٥٩. وأنشده في "اللسان" ١١/ ٢٦٠ (ذيل) عن ابن بري.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٥٩.
(٥) "تهذيب اللغة" ٤/ ٤٦٢ (حذر). الشِّكة: ما يلبسه الرجل من السلاح، وقد خفف فقيل: شاكي السلاح، وشاكٌّ السلاح. "تهذيب اللغة" ٩/ ٤٢٥ (شك).

التفسير؛ روى أبو إسحاق عن الأسود في قوله: ﴿حَاذِرُونَ﴾ قال: مُؤدُون مقوون (١). أي: ذووا أداة وقوة. ويروى عنه: مؤدون مستعدون. وقال الضحاك: شاكُّون في السلاح (٢).
وقال مقاتل: مُؤدُون علينا السلاح (٣).
وسأل شافع بن الأزرق، ابنَ عباس (٤)، عن قوله: ﴿حَاذِرُونَ﴾ ما هو؟ فقال: التامون (٥) السلاح.
وأنشد قول النجاشي (٦):
(٢) أخرج ابن جرير ١٩/ ٧٧، عن الضحاك، أنه كان يقرأ: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ يقول: مؤدون. وفي "تفسير السمرقندي" ٢/ ٤٧٤: (مؤدون شاكون في السلاح) ولم ينسبه.
(٣) "تفسير مقاتل" ٤٩ أ، بلفظ (علينا بالسلاح). وفي "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٦١: (وادون مستعدون). وفي الحاشية: كذا في المخطوطة واضحاً، غير أنا لم نتمكن من معرفة معنى هذه الكلمة الملائم هاهنا، ولعله: مادون في السلاح، كما في "الدر المنثور"، أو مؤدون أي: كاملو أداة الحرب، شاكوا السلاح، مشعدون للحرب، ويمكن أن يكون: آدون من أدا السبع للغزال، إذا ختله وخدعه واختفى له ليصيده فيأكله. والله أعلم. ذكر الفراء ٢/ ٢٨٠، أن ابن مسعود قرأ: (وإنا لجميع حاذرون) يقولون: مؤدون في السلاح. يقول: ذوو أداة من السلاح. قال الزجاج: مؤدون أي ذوو أداة، أي: ذوو سلاح، والسلاح أداة الحرب. "معاني القرآن" ٤/ ٩٢.
(٤) ابن عباس. في نسخة (أ)، (ب).
(٥) في نسخة (أ)، (ب): بحذف نون الإضافة. وفي "الدر المنثور" ٦/ ٢٩٧، بالنون.
(٦) راجع ترجمته في "الشعر والشعراء" ١/ ٣٢٩، و"الخزانة" ١/ ٢٣١، والأعلام ٥/ ٢٠٧.