آيات من القرآن الكريم

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ

فوق الرخصة.
ومن حرم قيام الليل كسلًا وفتورًا في العزيمة، أو تهاونًا بقلة الاعتداد بذلك، أو اغترارًا بحاله.. فليبك عليه، فقد قطع عليه طريق كثير من الخير، والذي يخل بقيام الليل كثرة الاهتمام بأمور الدنيا، وكثرة أشغال الدنيا، وإتعاب الجوارح، والامتلاء من الطعام، وكثرة الحديث واللهو واللغط، وإهمال القيلولة، والموفق من يغتنم وقته، ويعرف داءه ودواءه، ولا يهمل فيهمل، واعلم أن الأصل في كل عمل هو تحقيق النية وتصحيح الإخلاص، وجهنا الله وإياكم إلى وجهه.
٦٥ - ورابع الصفات: ما ذكره بقوله: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ﴾ في أعقاب صلواتهم وأدبارها، أو في عامة أوقاتهم ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ﴾ واردد ﴿عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ﴾ وشديد آلامها ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾؛ أي: شرًا دائمًا، وهلاكًا لازمًا غير مفارق لمن عذب به من الكفار، والعذاب الإيجاع الشديد. قال محمد بن كعب القرظي: إن الله سبحانه سأل الكفار شكر نعمته فلم يؤدوها إليه فأغرقهم، فأدخلهم النار، وقال: كل غريم مفارق غريمه إلّا جهنم؛ أي: والذين يدعون ربهم أن يصرف عنهم عذاب جهنم وشديد آلامها.
٦٦ - وقوله: ﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (٦٦)﴾ تعليل لاستدعائهم المذكور بسوء حالها في أنفسها إثر تعليله بسوء حال عذابها، فهو من تمام كلامهم، ويجوز أن يكون من كلامه تعالى. وانتصاب (١) ﴿مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾ على الحال، أو التمييز، قيل: هما مترادفان، وإنما عطف أحدهما لاختلاف لفظيهما. وقيل: بل هما مختلفان معنى، فالمستقر للعصاة، فإنهم يخرجون، والمقام للكفار، فإنهم يخلدون فيها. وساءت من أفعال الذم بمعنى: بئست. والضمير (٢) فيها لا يعود إلى اسم ﴿إن﴾ وهو جهنم، ولا إلى شيء آخر بعينه، بل هو ضمير مبهم يفسّره ما بعده من التمييز، وهو ﴿مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾، وذلك لأن فاعل أفعال الذم يجب أن

(١) الشوكاني.
(٢) روح البيان.

صفحة رقم 109
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأرمي العلوي الهرري الشافعي
راجعه
هاشم محمد علي مهدي
الناشر
دار طوق النجاة، بيروت - لبنان
سنة النشر
1421
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية