
المنَاسَبَة: لما حكى تعلى إِنكار المشركين لنبوة محمد عليه السلام وتكذيبهم للقرآن، أعقبه بذكر بعض جرائمهم الأخرى، ثم ذكر قصص بعض الأنبياء وما حلَّ بأقوامهم المكذبين تسلية لرسول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ.
اللغَة: ﴿حِجْراً﴾ بكسر الحاء حراماً من حَجره إِذا منعه قال الشاعر:
«ألا أصبحت أسماء حجراً محرَّماً»... أي حراماً محرماً ﴿هَبَآءً﴾ قال أبو عبيدة: الهباء مثل الغبار يدخل من الكوة مع ضوء الشمس ﴿مَّنثُوراً﴾ المنثور: المتفرق ﴿مَقِيلاً﴾ المقيل: زمان القيلولة وهي الاستراحة نصف النهار إِذا اشتدَّ الحر ﴿تَبَّرْنَا﴾ التتبير: التدمير والتكسير قال الزجاج: كلُّ شيء كسّرته وفتَّته فقد تبرته.
سَبَبُ النّزول: روي أن «عقبة بن أبي معيط» وكان صديقاً لأُبي بن خل ف صنع وليمة فدعا إِليها قريشاً ودعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فلما قُدم الطعام قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ما أنا بأكل طعامك حتى تشهد أني رسول الله ففعل فأكل رسول الله من طعامه فلما بلغ «أُبي بن خلف» ذلك قال لصديقه عقبة صبأت قال: لا ولكن دخل عليَّ رجل عظيم فأبى أن يأكل طعامي حتى أشهد له بالرسالة فقال له أبي: وجهي من وجهك حرام إِن رأيت محمداً حتى تبزق في وجهه وتطأ على عنقه وتقول كيت وكيت، ففعل عدوُّ الله ما أمره به خليله فأنزل الله ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ..﴾ الآية.
التفسِير: ﴿وَقَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ أي قال المشركون الذين لا يرجون لقاء الله، ولا يخشون عقابه لتكذيبهم بالبعث والنشور ﴿لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الملائكة﴾ أي هلاّ نزلت الملائكة علينا

فأخبرونا بصدق محمد ﴿أَوْ نرى رَبَّنَا﴾ أي أو نرى الله عياناً فيخبرنا أنك رسوله قال أبو حيان: وهذا كله على سبيل التعنت وإِلا فما جاءهم به من المعجزات كافٍ لو وُفّقوا ﴿لَقَدِ استكبروا في أَنفُسِهِمْ﴾ أي تكبروا في شأن أنفسهم حين تفوهوا بمثل هذه العظيمة، وطلبوا ما لا ينبغي ﴿وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً﴾ أي تجاوزوا الحدَّ في الظلم والطغيان، حتى بلغوا أقصى العتو وغاية الاستكبار ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الملائكة لاَ بشرى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ أي يوم يرى المشركون الملائكة حين تنزل لقبض أرواحهم وقت الاحتضار لن يكون للمجرمين يومئذٍ بشارة تسرهم بل لهم الخيبة والخسران ﴿وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً﴾ أي تقول الملائكة لهم: حارم ومحرم عليكم الجنة والبُشرى والغفران قال ابن كثير: وذلك يصدق على وقت الاحتضار حين تبشرهم الملائكة بالنار، فتقول للكافر عند خروج روحه: أُخرجي أيتها النفس الخبيثة في الجسد الخبيث، أُخرجي إِلى سمومٍ وحميم وظلٍ من يحموم فتأبى الخروج وتتفرق في البدن فيضربونه بمقامع الحديد، بخلاف المؤمنين حال احتضارهم فإِنهم يُبشرون بالخيرات وحصول المسرات
﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بالجنة التي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: ٣٠] ﴿وَقَدِمْنَآ إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ﴾ أي عمدنا إِلى أعمال الكفار التي يعتقدونها براً كإِطعام المساكين وصلة الأرحام ويظنون أنها تقربهم إِلى الله ﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً﴾ أي جعلناه مثل الغبار المنثور في الجو، لأنه لا يعتمد على أساس ولا يستند على إِيمان قال الطبري: أي جعلناهباطلاً لأنهم لم يعملوه لله، وإِنما عملوه للشيطان، والهباء هو الذي يُرى كهيئة الغبار إِذا دخل ضوء الشمس من كو، والمنثور المتفرق وقال القرطبي: إِن الله أحبط أعمالهم بسبب الكفر حتى صارت بمنزلة الهباء المنثور ﴿أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً﴾ لما بيَّن تعالى حال الكفار وأنهم في الخسران الكلي والخيبة التامة، شرح وصف أهل الجنة وأَنهم في غاية السرور والحبور، تنبيهاً على أن السعادة كل السعادة في طاعة الله عَزَّ وَجَلَّ، ومعنى الآية: أصحابُ الجنة يوم القيامة خيرٌ من الكفار مستقراً ومنزلاً ومأوى ﴿وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾ أي وأحسنُ منهم مكاناً للتمتع وقت القيلولة وهي الاستراحة نصف النهار، فالمؤمنون في الآخرة في الفردوس والنعيم المقيم، والكفار في دركات الجحيم قال ابن مسعود: «لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل أحل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار» ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام﴾ أي واذكر ذلك اليوم الرهيب يوم تتشقَّق السماء وتنفطر عن الغمام الذي يُسود الجو ويُظلمه ويغم القلوب مرآه لكثرته وشدة ظلمته ﴿وَنُزِّلَ الملائكة تَنزِيلاً﴾ أي ونزلت الملائكة فأحاطت بالخلائق في المحشر ﴿الملك يَوْمَئِذٍ الحق للرحمن﴾ أي الملك في ذلك اليوم لله الواحد القهار، الذي تخضع له الملوك، وتعنو له الوجوه، وتذل له الجبابرة، لا مالك يومئذٍ سواه كقوله ﴿لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار﴾ [غافر: ١٦] ﴿وَكَانَ يَوْماً عَلَى الكافرين عَسِيراً﴾ أي وكان

ذلك اليوم صعباً شديداً على الكفار قال أبوا حيان: ودل قوله ﴿عَلَى الكافرين﴾ على تيسيره على المؤمنين ففي الحديث «إِنه يهون حتى يكون على المؤمن اخف عليه من صلاةٍ مكتوبة صلاها في الدنيا» ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ﴾ أي واذكر يوم يندم ويتحسر الظالم على نفسه لما فرَّط في جنب الله، وعضُّ اليدين كنايةٌ عن الندم والحسرة، والمراد بالظالم «عُقبة بن أبي معيط» كما في سبب النزول، وهي تعمُّ كل ظالم قال ابن كثير: يخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسلك سبيلاً غير سبيل الرسول، فإِذا كان يوم القيامة ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسلك سبيلاً غير سبيل الرسول، فإِذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم، وعضَّ على يديه حسرةً وأسفاً، وسواءٌ كان نزولها في «عقبة بن معيط» أو غيره من الأشقياء فإِنها عامةٌ في كل ظالم ﴿يَقُولُ ياليتني اتخذت مَعَ الرسول سَبِيلاً﴾ أي يقول الظالم يا ليتني اتبعتُ الرسول فاتخذت معه طريقاً إِلى الهدى ينجيني من العذاب ﴿ياويلتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً﴾ أي هلاكي وحسرتي يا ليتني لم أصاحب فلاناً واجعله صديقاً لي، ولفظ ﴿فُلاَن﴾ كناية عن الشخص الذي أضلَّه وهو «أُبي بن خلف» قال القرطبي: وكنى عنه ولم يصرّح باسمه ليتناول جميع من فعل مثل فعله ﴿لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذكر بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي﴾ أي لقد أضلني عن الهدى والإِيمان بعد أن اهتديت وآمنت ثم قال تعالى ﴿وَكَانَ الشيطان لِلإِنْسَانِ خَذُولاً﴾ أي يُضله ويُغويه ثم يتبرأ منه وقت البلاء فلا ينقذه ولا ينصره ﴿وَقَالَ الرسول يارب إِنَّ قَوْمِي اتخذوا هذا القرآن مَهْجُوراً﴾ لما أكثر المشركون الطعن في القرآن ضاق صدر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وشكاهم إِلى الله والمعنى: قال محمد يا رب إِنَّ قريشاً كذبت بالقرآن ولم تؤمن به وجعلته وراء طهورها متروكاً وأعرضوا عن استماعه قال المفسرون: وليس المقصود من حكاية هذا القول الإِخبار بما قال المشركون بل المقصود منها تعظيم شكايته، وتخويف قومه، لأن الأنبياء إِذا التجأوا إِلى الله وشكوا قومهم حل بهم العذاب ولم يمهلوا ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ المجرمين﴾ أي كما جعلنا لك أعداء من مشركي قومك جعلنا لكل نبي عدواً من كفار قومه، والمراد تسلية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالتأسي بغيره من الأنبياء ﴿وكفى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾ أي وكفى أن يكون ربك يا يمحمد هادياً لك وناصراً لك على أعدائك فلا تبال بمن عاداك ﴿وَقَالَ الذين كَفَرُواْ﴾ أي وقال كفار مكة ﴿لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ أي هلاَّ نزل هذا القرآن على محمد دفعة واحدة كما نزلت التوراة والإِنجيل؟ قال تعالى ردّاً على شبهتهم التافهة ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ أي كذلك أنزلناه مفرقاً لنقوي قلبك على تحمله فتحفظه وتعمل بمقتضى ما فيه ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾ أي فصَّلنا تفصيلاً بديعاص قال قتادة: أي بينَّاه وقال الرازي: الترتيلُ في الكلام أن يأتي بعضه على إِثر بعض على تُؤدة وتمهل، وأصل الترتيل في الأسنان وهو تفلجها وقال الطبري: الترتيلُ في القراءة الترسُّلُ والتثبتُ يقول: علمناكه شيئاً بعد شيء حتى تحفظه ﴿وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بالحق﴾ أي ولا يأتيك هؤلاء الكفار بحجةٍ أو شبهةٍ للقدح فيك أو في القرآن إِلاأتيناك يا محمد بالحق
صفحة رقم 331
الواضح، والنور الساطع لندمغ به باطلهم ﴿وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً﴾ أي أحسن بياناً وتفصيلاً، ثم ذكر تعالى حال هؤلاء المشركين المكذبين للقرآن فقال ﴿الذين يُحْشَرُونَ على وُجُوهِهِمْ إلى جَهَنَّمَ﴾ أي يُسْحبون ويجُرُّون إِلى النار على وجوههم ﴿أولئك شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾ أي هم شر منزلاً ومصيراً، وأخْطأ ديناً وطريقاً وفي الحديث «قيل يا رسول الله: كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال: إِن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه علىوجهه يوم القيامة»، ثم ذكر تعالى قصص الأنبياء تسلية لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وإِرهاباً للمكذبين فقال ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب﴾ أي والله لقد أعطينا موسى التوراة ﴿وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً﴾ أي وأعنَّاه بأخيه هارون فجعلناه وزيراً له يناصره ويُؤآزره ﴿فَقُلْنَا اذهبآ إِلَى القوم الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ أي اذهبا إلى فرعون وقومه بالآيات الباهرات، والمعجزات الساطعات ﴿فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً﴾ أي فأهلكناهم إِهلاكاً لما كذبوا رسلنا ﴿وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ الرسل أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً﴾ أي وأغرقنا قوم نوح بالطوفان لمّا كذبوانوحاً وحده لأن تكذبيه تكذيبٌ للجميع لاتفاقهم على التوحيد والإِسلام ﴿وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً﴾ أي وأعددنا لهم في الآخرة عذاباً شديداً مؤلماً سوى ما حلَّ بهم في الدنيا ﴿وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ الرس﴾ أي وأهلكنا عاداً وثمود وأصحاب البئر الذين انهارت بهم قال البيضاوي: وأصحابُ الرس قومٌ كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله إِليهم شعيباً فكذبوه فبينما هم حول الرس - وهي البئر غير المطوية - انهارت فخسفت بهم وبديارهم ﴿وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً﴾ أي وأمماً وخلائق كثيرين لا يعلمهم إِلا الله بين أولئك المكذبين أهلكناهم أيضاً ﴿وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأمثال﴾ أي وكلاً من هؤلاء بيّنا لهم الحجج، ووضحنا لهم الأدلة إِعذاراً وإِنذاراً ﴿وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً﴾ أي أهلكناه إِهلاكاً، ودمرناه تدميراً، لمّا لم تنجع فيهم المواعظ ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى القرية التي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السوء﴾ أي ولقد مرَّت قريش مراراً في متاجرهم إِلى الشام على تلك القرية التي أُهلكت بالحجارة من السماء وهي قرية «سدوم» عُظمى قرى قوم لوط ﴿أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا﴾ ؟ توبيخٌ لهم على تركهم الاتعاظ والاعتبار أي أفلم يكونوا في أسفارهم يرونها فيعتبروا بما حلَّ بأهلها من العذاب والنكال بسبب تكذيبهم لرسولهم ومخالفتهم لأوامر الله؟ قال ابن عباس: كانت قريشٌ في تجارتها إلى الشام تمر بمدائن قوم لوط كقوله تعالى
﴿وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ﴾ [الصافات: ١٣٧] ﴿بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً﴾ أي إِنهم لا يعتبرون لأنهم لا يرجون معاداً يوم القيامة.
البَلاَغَة: تضمنت الآيات وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي:
١ - الترجي ﴿لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الملائكة﴾ لأن لولا بمعنى هلاّ للترجي.
٢ - جناس الاشتقاق ﴿وَعَتَوْا.. عُتُوّاً﴾ و ﴿حِجْراً.. مَّحْجُوراً﴾.
٣ -

المبالغة بنفي الجنس ﴿لاَ بشرى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ ومعناها لا يبشر يومئذٍ المجرمون وإِنما عدل عنه للمبالغة.
٤ - التشبيه البليغ ﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً﴾ أي كالغبار المنثور في الجو في حقارته وعدم نفعه، حذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه فأصبح بليغاص.
٥ - الكناية اللطيفة ﴿يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ﴾ كناية عن الندم والحسرة، كما أن لفظه ﴿فُلاَن﴾ كناية عن الصديق الذي أضله.
٦ - الإِسناد المجازي ﴿شَرٌّ مَّكَاناً﴾ لأن الضلال لا ينسب إلى المكان ولكن إلى أهله.
لطيفَة: قال ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ: هجر القرآن أنواع:
أحدها: هجر سماعه والإِيمان به. والثاني: هجر العمل به وإِن قرأه وآمن به. والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إِليه. والرابع: هجر تدبره وتفهم معانيه. والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وكلُّ هذا داخل في قوله تعالى ﴿إِنَّ قَوْمِي اتخذوا هذا القرآن مَهْجُوراً﴾ وإن كان بعض الهجر أهونُ من بعض.