
{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر
صفحة رقم 117
بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير} قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعِمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ليَسَتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ فيه قولان: أحدهما: يعني أرض مكة، لأن المهاجرين سألوا الله ذلك، قاله النقاش. والثاني: بلاد العرب والعجم، قاله ابن عيسى. روى سليم بن عامر عن المقدام بن الأسود قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لاَ يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ بَيْتُ حَجَرٍ وَلاَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الإِسْلاَمِ بِعزٍّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلٍّ ذَلِيلٍ، إما يعزهم فيجعلهم من أهلها، وإما يذلهم فيدينون لها). ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ فيه قولان: أحدهما يعني بني إسرائيل في أرض الشام. الثاني: داود وسليمان. ﴿وَلَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾ يعني دين الإِسلام وتمكينه أن يظهره على كل دين. ﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِم أَمْناً﴾ لأنهم كانوا مطلوبين فطلبوا، ومقهورين فقهروا.
صفحة رقم 118
﴿يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: لا يعبدون إلهاً غيري، حكاه النقاش. الثاني: لا يراءون بعبادتي أحداً. الثالث: لا يخافون غيري، قاله ابن عباس. الرابع: لا يحبون غيري، قاله مجاهد. قال الضحاك: هذه الآية في الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم وهم الأئمة المهديون، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثونَ سَنَةً).
صفحة رقم 119