١٢ -﴿لَّوْلآ﴾ هَلاَّ ﴿إِذْ سَمِعْتُمُوهُ﴾ أي الإفك ﴿بِأَنفُسِهِمْ﴾ ظن بعضهم ببعض، أو ظنوا بعائشة - رضي الله تعالى عنها - كظنهم بأنفسهم ﴿إِفْكٌ مُّبِينٌ﴾ كذب بيِّنٌ، ولم يحد الرسول [صلى الله عليه وسلم] أحداً من أهل الإفك؛ لأن الحد لا يقام إلا
صفحة رقم 391
ببينة أو إقرار ولم ينفذ بإقامته بإخبار الله تعالى كما لا يقتل المنافق بإخباره بنفاقه، أو حدَّ حسان وابن أُبي ومسطحاً وحمنة فيكون العذاب العظيم الحدُّ. وقال فيهم بعض المسلمين:
(لقد ذاق حسان الذي كان أهله
وحمنة إذ قالوا هجيراً ومسطحُ)
(تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم
وسخطة ذي العرش العظيم فأبرحوا)
(وآذوا رسول الله فيها فَجُلِّلُوا
مَخازي تبقى عُمِّمُوها وفُضِّحوا)
(كما ابن سلول ذاق في الحد خِزية
كما خاض في قول من الإفك يفصح)
(فصبت عليهم مُحصدات كأنها
شآبِيبُ مزن من ذُرى المزن تسفحُ)
وقال حسان يعتذر من إفكه:صفحة رقم 392
(حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ
وتُصبحُ غَرثَى من لُحوم الغَوَافِلِ)
(مطهرة قد طيب الله خلقها
وطهرها من كل سوء وباطل)
(عقيلة حي من لؤي بن غالب
كرام المساعي مجدهم غير زائل)
(فإن كنت قد قلت الذي قد أتاكم
فَلا رَفَعتْ سوطِي إليَّ أَنامِلِي)
(وكيف وَوُدِّي ما حَييتُ ونُصرتي
لآل رسول الله زين المحافل)
(وإن الذي قد قيل ليس بلائط
ولكنه قول امرئٍ غير ماحل)
{ولولا فضل الله عليكم ورحمتّه في الدنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علمٌ وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيمٌ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم
صفحة رقم 393
الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرةٍ والله يعلم وأنتم لا تعلمون لولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوفٌ رحيمٌ}