
الازمة والفاعلون للزكوات وتوسيط حديث الاعراض بين الطاعة البدنية والمالية لكمال ملابسته بالخشوع فى الصلاة والزكاة مصدر لانه الأمر الصادر عن الفاعل لا المحل الذي هو موقعه وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الزكاة انما وجبت لتزكية النفس عن الصفات الذميمة النجسة من حب الدنيا او غيره كقوله (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) فان الفلاح فى تزكية النفس كقوله (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) وقوله (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) ولم يكن المراد مجرد إعطاء المال وحبه فى القلب وانما كان لمصلحة ازالة حب الدنيا عن القلب ومثل حب الدنيا جميع الصفات الذميمة الى ان تتم إزالتها وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ الفرج والفرجة الشق بين الشيئين كفرجة الحائط والفرج ما بين الرجلين وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح فيه حافِظُونَ ممسكون لها من الحرام ولا يرسلونها ولا يبذلونها إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ زوجاتهم فان الزوج يقع على الذكر والأنثى أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ يعنى [كنيزكان كه مليكه يمين اند] فما ملكت ايمانهم وان كان عاما للرجال ايضا لكنه مختص بالنساء اجماعا وانما قال ما اجراء للمماليك مجرى غير العقلاء إذا لملك اصل شايع فيه قال فى الاسئلة المقحمة كيف يجوز ان يسمى الرقيق ملك يمين ولا يسمى به سائر الاملاك الجواب ملك الجارية والعبد أخص لانه يختص بجواز التصرف فيه ولا يعم كسائر الاملاك فان مالك الدار مثلا يجوز له نقض الدار ولا يجوز لمالك العبد نقض بنيته انتهى وافراد ذلك بعد تعميم قوله والذين هم عن اللغو معرضون لان المباشرة أشهى الملاهي الى النفس وأعظمها خطرا فَإِنَّهُمْ [پس بدرستى كه نكاه دارندكان فروج] غَيْرُ مَلُومِينَ على عدم حفظها منهن [بشرط آنكه در حيض ونفاس وروزه وإحرام نباشد] واللوم عذل انسان بنسبته الى ما فيه لوم وفى التهذيب: اللوم [ملامت كردن] قال فى الاسئلة المقحمة أي فرق بين الذم واللوم الجواب ان الذم يختص بالصفات يقال الكفر مذموم واللوم يختص بالاشخاص يقال فلان ملوم وفى التأويلات النجمية يعنى يحفظون عن التلذذ بالشهوات اى لا يكون أزواجهم واماؤهم عدوالهم بان يشغلهم عن الله وطلبه فحينئذ يلزم الحذر منه كقوله (عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) وانما ذكر بلفظ على لاستيلائهم على أزواجهم لا لاستيلائهن عليهم وكانوا عليهن لا مملوكين لهن فانهم غير ملومين إذا كانت المناكحة لابتغاء النسل ورعاية السنة وفى أوانها فَمَنِ ابْتَغى طلب: وبالفارسية [پس هر كه جويد براى مباشرت] وَراءَ ذلِكَ الذي ذكر من الحد المتسع وهو اربع من الحرائر وما شاء من الإماء: وبالفارسية [غير زنان وكنيزان خود] فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ الكاملون فى العدوان المتناهون فيه او المتعدون من الحلال الى الحرام والعدوان الإخلال بالعدالة والاعتداء مجاوزة الحق: وبالفارسية [كاملند در ستمكارى با ايشان ودر كذرندگانند از حلال بحرام وانكه استمنا بيد كند هم ازين قبيل است] كما فى تفسير الفارسي قال فى أنوار المشارق فى الحديث (ومن لم يستطع) اى التزوج (فعليه بالصوم) استدل به بعض المالكية على تحريم الاستمناء لانه ارشد عند العجز عن التزوج الى ان الصوم الذي يقطع الشهوة جائز وفى رواية الخلاصة الصائم
صفحة رقم 68
إذا عالج ذكره حتى امنى يجب عليه القضاء ولا كفارة عليه ولا يحل هذا الفعل خارج رمضان ان قصد تسكين شهوته وأرجو ان لا يكون عليه ويل وفى بعض حواشى البخاري والاستمناء باليد حرام بالكتاب والسنة قال الله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) الى قوله (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) اى الظالمون المتجاوزون الحلال الى الحرام قال البغوي فى الآية دليل على ان الاستمناء باليد حرام قال ابن جريج سألت عطاء عنه فقال سمعت ان قوما يحشرون وأيديهم حبالى وأظنهم هؤلاء وعن سعيد بن جبير عذب لله امة كانوا يبعثون بمذاكرهم والواجب على فاعله التعزير كما قال ابن الملقن وغيره نعم يباح عند ابى حنيفة واحمد إذا خاف على نفسه الفتنة وكذلك يباح الاستمناء بيد زوجته او جاريته لكن قال القاضي حسين مع الكراهة لانه فى معنى العزل وفى التاتارخانية قال ابو حنيفة حسبه ان ينجو رأسا برأس وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق او الخلق: وبالفارسية يعنى [ايشانرا بران أمين ساخته باشند از أمانات وودائع خلق يا آنچهـ امانت حق است چون نماز وروزه وغسل جنابت وبر عهد پاك با حق وخلق بندند] والامانة اسم لما يؤتمن عليه الإنسان والعهد حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال ويسمى الموثق الذي يلزم مراعاته عهدا راعُونَ اى قائمون عليها وحافظون لها على وجه الإصلاح وفى التأويلات النجمية الامانة التي حملها الإنسان وهى الفيض الإلهي بلا واسطة فى القبول وذلك الذي يختص الإنسان بكرامة حمله وعهدهم اى الذي عاهدهم عليه يوم الميثاق على ان لا يعبدوا الا إياه كقوله (وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) راعون بان لا يخونوا فى الأمانات الظاهرة والباطنة ولا يعبدوا غير الله فان ابغض ما عبد غير الله الهوى لانه بالهوى عبد ما عبد من دون الله انتهى قال محمد بن الفضل جوارحك كلها أمانات عندك أمرت فى كل واحدة منها بامر فامانة العين الغض عن المحارم والنظر بالاعتبار وامانة السمع صيانتها عن اللغو والرفث وإحضارها مجالس الذكر وامانة اللسان اجتناب الغيبة والبهتان ومداومة الذكر وامانة الرجل المشي الى الطاعات والتباعد عن المعاصي وامانة الفم ان لا يتناول به الا حلالا وامانة اليد ان لا يمدها الى حرام ولا يمسكها عن المعروف وامانة القلب مراعاة الحق على دوام الأوقات حتى لا يطالع سواه ولا يشهد غيره ولا يسكن الا اليه وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ المفروضة عليهم يُحافِظُونَ يواظبون عليها بشرائطها وآدابها ويؤدونها فى أوقاتها قال فى التأويلات النجمية يحافظون لئلا يقع خلل فى صورتها ومعناها ولا يضيع منهم الحضور فى الصف الاول صورة ومعنى وفى الحديث (يكتب للذى خلف الامام بحذائه فى الصف الاول ثواب مائة صلاة وللذى فى الايمن خمس وسبعون وللذى فى الأيسر خمسون وللذى فى سائر الصفوف خمس وعشرون) كما فى شرح المجمع والصف الاول اعلم بحال الامام فتكون متابعته اكثر وثوابه أتم وأوفر كما فى شرح المشارق لابن الملك وفى الحديث (أول زمرة تدخل المسجد هم اهل الصف وان صلوا فى نواحى المسجد) كما فى خالصة الحقائق ولفظ يحافظون لما فى الصلاة من التجدد والتكرر وهو السر فى جمعها وليس فيه تكرير
صفحة رقم 69