آيات من القرآن الكريم

نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ
ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ

وزروع فان ساكنيها يستقرون فيها لاجلها قال الراغب قرّ فى المكان يقر قرارا إذ اثبت ثبوتا خامدا وأصله من القر وهو البرد لاجل ان البرد يقتضى السكون والحر يقتضى الحركة وَمَعِينٍ وماء معين ظاهر جار فعيل من معن الماء إذا جرى وقيل من العين والميم زائدة ويسمى الماء الجاري معينا لظهوره وكونه مدركا بالعيون وصف ماء تلك الربوة بذلك للايذان بكونه جامعا لفنون المنافع من الشرب وسقى ما يسقى من الحيوان والنبات بغير كلفة والتنزه بمنظره الحسن المعجب ولولا ان يكون الماء الجاري لكان السرور الأوفر فائتا وطيب المكان مفقودا ولا مرّ ما جاء الله بذكر الجنات مشفوعا بذكر الماء الجاري من تحتها مسوقين على قران واحد ومن أحاديث المقاصد الحسنة (ثلاث يجلون البصر النظر الى الخضرة والى الماء الجاري والى الوجه الحسن) اى مما يحل النظر اليه فان النظر الى الأمرد الصبيح ممنوع قال الشيخ سعدى فى حق من يديم النّظر الى النقاش عند نظر الى النقش

چرا طفل يكروزه هوشش نبرد كه در صنع ديدن چهـ بالغ چهـ خرد
محقق همى بيند اندر ابل كه در خوب رويان چين و چكل
وهما علمان لبلدتين من بلاد الترك يكثر فيهما المحابيب وفى التأويلات النجمية قوله (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) يشير به الى عيسى الروح الذي تولد من امر كن بلا اب من عالم الأسباب وهو أعظم آية من آيات الله المخلوقة التي تدل على ذات الله ومعرفته لانه خليفة الله وروح منه (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ) اى ربوة القالب فانه مأوى الروح ومأوى الأمر بالأوامر والنواهي (ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) هو منزلهما ودار قرارهما يعنى مادام القالب يكون مأوى الروح ومقره يكون مأوى الأمر ومقره بان لا تسقط عنه التكاليف واما المعين فهو عين الحكمة الجارية من القلب على اللسان انتهى اللهم يا معين اجعلنا من اهل المعين يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ خطاب لجميع الرسل لا على انهم خوطبوا بذلك دفعة لانهم أرسلوا متفرقين فى ازمنة مختلفة بل على معنى ان كل رسول منهم خوطب به فى زمانه ونودى ووصى ليعلم السامع ان اباحة الطيبات للرسل شرع قديم وان امرا نودى له جميع الأنبياء ووصوا به حقيق ان يؤخذ به ويعمل عليه اى وقلنا لكل رسول كل من الطيبات واعمل صالحا فعبر عن تلك الأوامر المتعدد المتعلقة بالرسل بصيغة الجمع عند الحكاية اجمالا للايجاز وقال بعضهم انه خطاب لرسول الله وحده على دأب العرب فى مخاطبة الواحد بلفظ الجمع للتعظيم وفيه ابانة لفضله وقيامه مقام الكل فى حيازة كمالاتهم
وقد جمع الرحمن فيك لمعا جزا
آنكه خوبان همه دارند تو تنها دارى
والطيبات ما يستطاب ويستلذ من مباحات المآكل والفواكه وَاعْمَلُوا صالِحاً اى عملا صالحا فانه المقصود منكم والنافع عند ربكم وهذا الأمر للوجوب بخلاف الاول وفيه رد وهدم لما قال بعض المبيحين من ان العبد إذا بلغ غاية المحبة وصفا قلبه واختار الايمان على الكفر من غير نفاق سقط عنه الأعمال الصالحة من العبادات الظاهرة وتكون عبادته التفكر وهذا كفر وضلال فان أكمل الناس فى المحبة والايمان هم الرسل خصوصا حبيب الله مع

صفحة رقم 87

فى الفروع فلا يسمى اختلافا فى الدين فالحائض والطاهر من النساء دينهما واحد وان افترق تكليفهما وقيل هذه اشارة الى الأمم المؤمنة للرسل والمعنى ان هذه جماعتكم واحدة متفقة على الايمان والتوحيد فى العبادة ولا يلائمه قوله تعالى وَأَنَا رَبُّكُمْ من غير ان يكون لى شريك فى الربوبية فَاتَّقُونِ اى فى شق العصا ومخالفة الكلمة والضمير للرسل والأمم جميعا على ان الأمر فى حق الرسل للتهييج والالهاب وفى حق الأمم للتحذير والإيجاب وفى التفسير الكبير فيه تنبيه على ان دين الجميع واحد فيما يتصل بمعرفة الله تعالى واتقاء معاصيه فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ اى جعلوا امر دينهم مع اتحاده قطعا متفرقة وأديانا مختلفة زُبُراً حال من أمرهم اى قطعا جمع زبور بمعنى الفرقة: وبالفارسية [پارها يعنى كروه كروه شدند واختلاف كردند] كُلُّ حِزْبٍ اى جماعة من أولئك المتحزبين بِما لَدَيْهِمْ من الدين الذي اختاروه فَرِحُونَ معجبون معتقدون انه الحق قال بعض الكبار كيف يفرح العبد بما لديه وليس يعلم ما سبق له فى محتوم العلم ولا ينبغى للعارفين ان يفرحوا بما دون الله من العرش الى الثرى بل العارف الصادق إذا استغرق فى بحار المعرفة فهمومه اكثر من فرحه لما يشاهد من القصور فى الإدراك قال الشيخ سعدى [عاكفان كعبه جلالش بتقصير عبادت معترفند كه ما عبدناك حق عبادتك وواصفان حليه جمالش بتحير منسوب كه ما عرفناك حق معرفتك

گر كسى وصف او ز من پرسد بى دل از بى نشان چهـ گويد باز
عاشقان كشتكان معشوقند برنيايد ز كشتكان آواز
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ شبه ما هم فيه من الجهالة بالماء الذي يغمر القامة ويسترها لانهم مغمورون فيها لاعبون بها قال الراغب اصل الغمر ازالة اثر الشيء ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل اثر مسيله غمر وغامر والغمرة معظم الماء الساترة لمقرها وجعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها والخطاب لرسول الله ﷺ اى اتركهم يعنى الكفار المتفرقة على حالهم ولا تشغل قلبك بهم وبتفرقهم حَتَّى حِينٍ هو حين قتلهم او موتهم على الكفر او عذابهم فهو وعيد لهم بعذاب الدنيا والآخرة وتسلية لرسول الله ونهى له عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ الهمزة لانكار الواقع واستقباحه وما موصولة اى أيظن الكفرة ان الذي نعطيهم إياه وتجعله مددا لهم مِنْ مالٍ وَبَنِينَ بيان للموصول وتخصيص البنين لشدة افتخارهم بهم نُسارِعُ به لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ فيما فيه خيرهم وإكرامهم قال الكاشفى [يعنى كمان ميبرند كه امداد ما ايشانرا بمال وفرزند مسارعتست از ما براى ايشان در نيكويى واعمال ايشانرا استحقاق آن هست كه ما پاداش آن با ايشان نيكويى كنيم] بَلْ [نه چنين است كه مى پندارند بلكه] لا يَشْعُرُونَ [نميدانند كه اين امداد استدراجست نه مسارعت در خير] فهو عطف على مقدر أي كلا لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون بشىء أصلا كالبهائم لافطنة لهم ولا شعور ليتأملوا ويعرفوا ان ذلك الامداد استدراج واستجرار الى زيادة الإثم

صفحة رقم 89
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية