آيات من القرآن الكريم

ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ

وَعَرقاتَهُمْ. فالذي يقول: عرقاتِهم - بالكسر، جعلها جمعاً، وواحدها كأنَّه
عَرْقَة وَعَرْقٌ، وواحد هيهات على هذا اللفظ وأن لم يكن حاله واحِداً: هَيْهة.
فإن هذا تقديره - وإن لم ننطق به.
وأما عَرْقَاتٌ فقد تكلم بِوَاحِدِهَا.
يقال عرق وعرقاة وَعَرْقَةٌ وَعَرْقَان.
وإنما كُسِرَ في الجَمْعِ لأنَّ تاء الفتح في الجمع كسر
تقول: مررت بالهنداتِ، وكذلك رأيتُ الهنداتِ.
ويقال أَيْهَات في معنى هيهات. ويقال هيهات ما قلتَ وهيهات لما
قُلْتَ، فمن قال هيهات ما قلت فمعناه البعد ما قلت، ومن قال: هيهات لما
قلت فمعناهُ البعد لقولك، وأنشدوا:
فأيهات أيهات العقيق ومن به... وأيهات خل بالعقيق نواصله
فأمَّا مَنْ نَوَّنَ هيهات فجعلها نكرة، ويكون المعنى: بُعدٌ لِمَا تُوعَدون.
* * *
وقوله تعالى: (قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (٤٠)
معناهُ عَنْ قليل، و " مَا " زائدة بمعنى التوكيد، كأنَّ مَعْنَاه: عَنْ قَلِيل
لَيُصْبِحُن نَادِمِينَ حَقًّا.
* * *
وقوله: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١) ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (٤٢)
الغثاء الهالكُ والْبَالِي من وَرَق الشجرِ الذي إذا جرى السيلُ رأيته
مُخَالِطاً زَبَدَهُ.
* * *
وقوله: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (٤٤)
ويقرأ تَتْرًى، ويجوز تَتْرِي غير مُنَوَّية بالكسر، ولم يُقْرَأْ بِهِ فلا تَقْرأَنَّ بهِ.

صفحة رقم 13
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية