آيات من القرآن الكريم

فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ
ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ

(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ) الصور مثل قرن ينفخ فيه فيجعل الله سبحانه ذلك سببا لعودة الصور والأرواح إلى أجسادها، أي أن البعث يكون على اللَّه يسيرا، إذ ليس إلا كنفخ القائد في البوق، فيجيء الناس بصورهم وأجسامهم، وأرواحهم تلتقي بأجسامهم بعد جمع متفرق من أماكنها التي كانت فيها متفرقة، والفاء في قوله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ) فاء الإفصاح لأنها تفصح عن محذوف، والفاء الثانية: (فَلا أَنسَابَ بيْنهُم) الواقعة في جواب الشرط، ومعنى فلا أنساب بينهم، أي أنهم يكونون أمام اللَّه تعالى على سواء، فلا أنساب بينهم يتفاخرون بها، ويعلو بعضهم على بعض بشرفهم ولا تفاوت بينهم بسببها، إنما الأعمال هي التي تكون مناط الفخر، وسر الاستكبار: (وَلا يَتَسَاءَلونَ)، أي يكون كل في شغل بنفسه من هول اليوم العظيم، فلا يسأل المرء عن زوجه ولا عن أبيه وأخيه، وابنه، بل ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب اللَّه شديد، وفي هذا الوقت يكون الحكم الذي ترتضَى حكومته هو العمل، وميزان الأعمال، لذا قال تعالى:

صفحة رقم 5119
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية