آيات من القرآن الكريم

وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ

٨٠ - قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ﴾ اللَّبُوس (١): الدرع. فكل (٢) شيء لبسته فهو لَبُوس، قال الشاعر (٣):
الْبَسْ لكلِّ حالة لَبُوسَها
هذا أصله. وهو فعول بمعنى: مفعول، كالركوب والحلوب ثم جعلت (٤) اسمًا للدرع؛ لأنها تُلْبَس (٥).
قال قتادة: أول من صنع الدروع داود، وإنما كانت صفائح، فهو أول من سردها (٦) وحلَّقها (٧).

(١) (اللبوس) ساقطة من (د)، (ع).
(٢) في (د)، (ع): (فهو كل).
(٣) هو بيهس الفزاري، وكان سابع سبعة إخوة، فأغار عليهم أناسٌ من بني أشجع، وهم في أبلهم، فقتلوا منهم ستة، وبقي منهم بيهس، وإنما تركوه لأنه كان يُحمق، فتركوه احتقارا له، ثم إنه مر يومًا بنسوة من قومه يصلحن امرأة منهن يردن أن يهدينها لبعض من قتل إخوته، فكشف عن دبره، وغطى رأسه، فقلن: ويحك، أي: شيء تصنع؟ فقال:
ألبس لكل حالة لبُوسها إما نعيمها وإما بُوسها
و"الخبر في الفاخر" للمفضل بن سلمة ص ٦٢ - ٦٣، "لسان العرب" ٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣ (لبس).
والبيت أيضًا في: "إصلاح المنطق" لابن السكيت ص ٣٣٣ من غير نسبة لأحد، "شرح أبيات سيبويه" للسيرافي ٢/ ٣٩٣، "تاج العروس" للزبيدي ١٦/ ٤٦٦ (لبس).
(٤) في (د)، (ع): (جعل).
(٥) انظر (لبس) في "تهذيب اللغة" للأزهري ١٢/ ٤٤٣، "الصحاح" للجوهري ٣/ ٩٧٤، "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٦) سردها بتخفيف الراء وتشديدها: نسجها بإدخال الحلق بعضها في بعض وثقبها. انظر: "الصحاح" للجوهري ٢/ ٤٨٧، (سرد) "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٢١١ (سرد)، "تاج العروس" للزبيدي ٨/ ١٨٦ - ١٨٧ (سرد).
(٧) ذكره الثعلي في "الكشف والبيان" ٣٣/ ٣ ب، بهذا اللفظ. وقد رواه عبد =

صفحة رقم 142

فجمعت الخفة (١) والتحصين (٢).
وقوله تعالى: ﴿لِتُحْصِنَكُمْ﴾ أي: ليحرزكم (٣) وقال ابن عباس: ليمنعكم (٤). يعني اللبوس وقال الزجاج: ويجوز ليحصنكم الله (٥). [قال أبو علي] (٦): ويجوز (٧) أن يكون داود، ويجوز أن يكون التعليم يدل عليه علمناه (٨).
ومن قرأ بالنون (٩) (١٠) فلتقدم قوله: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ﴾، ومن قرأ (بالتاء) حمله على المعنى؛ لأن اللبوس الدرع (١١).
وقوله تعالى: ﴿مِنْ بَأْسِكُمْ﴾ أي من حربكم (١٢).

= الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٢٧، والطبري ١٧/ ٥٥ من قوله (كانت صفائح).
(١) في (أ): (الحلقة)، وهو خطأ.
(٢) قوله: فجمعت الخفة والتحصين. هذا كلام الزجاج في "معانيه" ٣/ ٤٠٠.
(٣) الطبري ١٧/ ٥٥، و"الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣٣ ب.
(٤) "تنوير المقباس" ص ٢٠٣.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٠٠.
(٦) ساقط من (ع).
(٧) في (د): (فيجوز).
(٨) في (د)، (ع): (ما علمناه)، وهو خطأ.
(٩) في (د)، (ع): (بالتنوين). وهو خطأ.
(١٠) قرأ أبو بكر عن عاصم: (لتحصنكم) بالنون، وقرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم: (لتحصنكم) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. "السبعة" ص ٤٣٠، "التبصرة" ص ٢٦٤، "التيسير" ص ١٥٥.
(١١) "الحجة" لأبي علي الفارسي ٥/ ٢٥٨ مع تقديم وتأخير. وانظر: "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٤٦٩، "الكشف" لمكي ٢/ ١١٢.
(١٢) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣٣ ب.

صفحة رقم 143
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية