آيات من القرآن الكريم

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ

﴿كَانَتَا رَتْقًا﴾ الرَّتْقُ: هُوَ الاتصالُ والتلاصقُ بَيْنَ أجزاءِ الشيءِ، وَالْفَتْقُ ضِدُّهُ وهو الانفصالُ والتباعدُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ المُلْتَصِقَيْنِ.
﴿فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ أي: فَصَلْنَا بينهما، والفتقُ: الفصلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، والرَّتْقُ: ضِدُّ الفَتْقِ وهو التِئَامُهُمَا، فإذا قيل: مَتَى رَأَوْهُمَا رَتْقًا حتى جاء تقريرُهم بِذَلِكَ، فالجواب: أن القرآنَ لمَّا ذَكَرَ ذلك، وهو معجزةٌ خالدةٌ قام ذلك مقامَ المرئي المُشَاهَدِ، وَتَلَاصُقُ الأرضِ والسماءِ في الأصل، وَتَبَايُنُهُمَا جَائِزَانِ في العقلِ، ولا بد لتحويلِ أَحَدِهِمَا إلى الآخَرِ من مُخَصِّصٍ، وهو اللهُ تعالى، ففي الآية إذًا دليلٌ عَلَى وجودِ الخالقِ القادرِ المُرِيدِ، وهذه الآيةُ من آياتِ القرآنِ العِلْمِيَّةِ التي قَرَّرَتْ مَسْأَلَةً لم تَكُنْ معروفةً يَوْمَئِذٍ.
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ المَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ أي: أَحْيَيْنَا بالماءِ الَّذِي يَنْزِلُ من السماءِ كُلَّ شَيْءٍ من الحيوانِ، ويدخلُ فيه النباتُ والشجرُ؛ وذلك لأن الماءَ سببُ الحياةِ، وقال المُفَسِّرُونَ: إن كُلَّ شيءٍ حَيٍّ فهو مخلوقٌ من الماءِ.

صفحة رقم 30
تفسير غريب القرآن - الكواري
عرض الكتاب
المؤلف
كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي
الناشر
دار بن حزم
الطبعة
الأولى، 2008
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية