آيات من القرآن الكريم

وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ

وقال السدي: ما تعنون به (١) من أمر (٢) دنياكم وآخرتكم وما بينكم (٣).
وقال مجاهد: ﴿فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾ حديثكم (٤).
قال أبو إسحق: يعني (٥) ما تلقونه من رحمة أو عذاب (٦).
وقوله تعالى: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ قال ابن عباس: يريد أفلا تعقلون ما فضلتكم (٧) به على غيركم؛ أنزلتكم حرمي، وبعثت فيكم نبيي (٨).
ثم خوفهم بهلاك من كان في مثل حالهم من التكذيب.
١١ - فقال: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا﴾ قال مجاهد والسدي: أهلكنا (٩). وقال

(١) في (ت): (يغنون)، وفي (أ): (تعنون).
(٢) أمر: ساقطة من (د)، (ع).
(٣) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦١٧ بلفظ: فيه ذكر ما تعنون به وأمر أخرتكم ودنياكم وعزاه لابن أبي حاتم في تفسيره.
(٤) "تفسير مجاهد" ١/ ٤٩٧ ورواه الطبري ١٧/ ٦ - ٧. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦١٧ وعزاه لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) (يعني): ساقطة من (أ).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٣/ ٣٨٥. قال القرطبي ١١/ ٢٧٣ بعد أن ذكر أقوالاً في معنى الآية نحو ما ذكر الواحدي هنا-: وهذه الأقوال بمعنى، والأول- يعني أن المراد بالذكر هنا الشرف- يعمها، إذ هي شرف كلها، والكتاب شرف لنبينا -صلى الله عليه وسلم-، لأنه معجزته، وهو شرفٌ لنا إن عملنا بما فيه، دليله قوله -عليه السلام-: "والقرآن حجة لك أو عليك".
(٧) في (د)، (ع): (فضلتم).
(٨) ذكره ابن الجوزي ٥/ ٣٤١ باختصار، ولم ينسبه لأحد.
(٩) "تفسير مجاهد" ١/ ٤٠٧ - ٤٠٨ ورواه الطبري ١٧/ ٧ عن مجاهد، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦١٨ وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولم أجد من ذكره عن السدي.

صفحة رقم 26

الكلبي: عذبنا. وأصل القصم في اللغة: كسر الشيء ودقة، يقال: قصمته فانقصم (١). قال الشاعر:

كأن لم يلاق المرء عيشًا بنعمة إذا نزلت بالمرء قاصمة الظهر (٢)
يعني: داهية شديدة تكسر (٣) الصلب.
وقال أبو إسحق: معنى (٤) قصمنا: أهلكنا وأذهبنا، يقال: قصم الله عمر الكافر (٥)، أي: (٦) أذهبه (٧).
وقوله تعالى: ﴿مِنْ قَرْيَةٍ﴾ قال ابن عباس: يريد مدائن كانت باليمن، حَضُوراء (٨)، وبيت شِبَام (٩)، مدائن كثيرة (١٠).
(١) انظر: "العين" ٥/ ٧، "مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ٩٢ (قصم).
(٢) عجز هذا البيت في "العين" ٥/ ٧٠ (قصم) من غير نسبة. وهو بشطريه في "أساس البلاغة" للزمخشري ٢/ ٢٥٩ من غير نسبه أيضًا.
(٣) في (أ): (ينكسر)، وهو خطأ.
(٤) معنى: ساقطة من (د)، (ع).
(٥) في (أ): (الكافرين).
(٦) أي: ساقطة من (أ).
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٣/ ٣٨٦.
(٨) في (أ)، (د)، (ع): (حصوراء)، بالمهملة، والمثبت من (ت). وحضوراء: بالفتح ثم الضم وسكون الواو ويقال: حضور على وزن فعول-: بلدة باليمن سميت بحضور بن عدي بن مالك، وهو سبأ الأصغر. انظر: "معجم البلدان"، لياقوت ٣/ ٩٢٩٦، "معجم ما استعجم" للبكري ١/ ٤٥٥.
(٩) في (ع)، (د): (شيام)، وشبام: بكسر أوله، اسم مشترك بين عدد من المواضع باليمن. انظر في تفصيل ذلك: "الإكليل" للهمداني ص ٤٨، "معجم البلدان" ٥/ ٢٢٦ - ٢٢٧، "معجم المدن والقبائل" للمقحفي ص ٢٢٣ - ٢٢٥.
(١٠) ذكر الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٥٦٤، والرازي في "التفسير الكبير" ٢٢/ ١٤٥ وابن جزي الكلبي في "التسهيل" ٣/ ٤٩، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٦/ ٣٠٠ =

صفحة رقم 27
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية