آيات من القرآن الكريم

فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ
ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ

هي آتية؛ أي: أسترها عن العباد، ولا أذكرها لهم؛ لأنهم إذا لم يعلموا متى قيامها، كانوا على وَجَلٍ منها في كل وقت ﴿لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾ بعملها من خير وشر.
...
﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (١٦)﴾ [طه: ١٦].
[١٦] ثم نهى تعالى موسى - ﷺ -، والمراد: غيره بقوله: ﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا﴾ أي: عن الإيمان بها ﴿مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا﴾ من الكفار.
﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ في عبادة غير الله ﴿فَتَرْدَى﴾ فتهلك إن انصددت عنها.
...
﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى (١٧)﴾ [طه: ١٧].
[١٧] ﴿وَمَا تِلْكَ﴾ أي: وما التي ﴿بِيَمِينِكَ﴾ في يدك اليمنى ﴿يَامُوسَى﴾ سؤال تقرير، والحكمة فيه تنبيهه على أنها عصا، حتى إذا قلبها حية، علم أنه معجز عظيم، وهذا على عادة العرب، يقول الرجل لغيره: هل تعرف هذا، وهو لا يشك أنه يعرفه، ويريد أن ينضم إقراره بلسانه إلى معرفته بقلبه.
ويروى أن (١) عصا موسى هي التي هبط بها آدم من الجنة، وأنها من ورق آس من أحد الخطوط المستطيلة في وسط الورقة، وأن طولها اثنا عشر ذراعًا بذراع موسى عليه السلام، وكانت العصا شعبتين، وفي أسفلها سنان، ولها محجن.

(١) في "ت": "أنه".

صفحة رقم 285
فتح الرحمن في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي الحنبلي
تحقيق
نور الدين طالب
الناشر
دار النوادر (إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة - إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلاَمِيّةِ)
سنة النشر
1430 - 2009
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
7
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية