آيات من القرآن الكريم

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ

والآية مفسرة في سورة البقرة (١).
وقوله تعالى: ﴿فَلَا يَضِلُّ﴾ أي: في الدنيا (ولا يشقى) [في الآخرة. قال ابن عباس: (أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ثم قرأ: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾] (٢) (٣).
١٢٤ - ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي﴾ قال ابن عباس: (يريد عن موعظتي) (٤). وقال الكلبي: (عن القرآن فلم يؤمن به ولم يتبعه) (٥).
﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ الضَّنْك أصله في اللغة: الضيق والشدة، وكل ما ضاق فهو ضَنْك يقال: منزل ضَنْك، وعيش ضَنْك، وضَنُك عيشه يَضْنَك ضَنَاكَة وضَنْكًا (٦).
وأنشد أبو عبيدة قول عنترة (٧):

= وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٥٣٩: (الظاهر أن ألف الإثنين في قوله: ﴿اهْبِطَا﴾ راجعة إلى آدم وحواء، خلافًا لمن زعم أنها راجعة إلى إبليس وآدم، والتثنية باعتبار آدم وحواء فقط، والجمع باعتبارهما مع ذريتهما).
(١) عند قوله سبحانه في سورة البقرة الآية رقم: (٣٨): ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (ص).
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٦ أ، "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٧، "النكت والعيون" ٣/ ٤٣١، "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠٠، "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٦.
(٤) "زاد المسير" ٥/ ٣٣٠.
(٥) "زاد المسير" ٥/ ٣٣٠، وذكره السمرقندي ٢/ ٣٥٧، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠١ بدون نسبة.
(٦) انظر (ضنك) في: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٣٨، "مقاييس اللغة" ٣/ ٣٧٣، "القاموس المحيط" (الضنك) ٤/ ٣١١، "الصحاح" ٤/ ١٥٩٨، "لسان العرب" ٥/ ٢٦١٣، "المفردات في غريب القرآن" ٢٩٩.
(٧) البيت لعنترة. =

صفحة رقم 550

إِنَّ المَنِيةَ لَو تُمَثَّلُ مُثِّلَتْ مِثلي إِذَا نَزَلُوا بِضَنْكِ المَنْزِلِ
ومنه قيل للمرأة الضخمة الكثيرة اللحم: ضِنَاك؛ لأن جلدها قد ضاق بلحمها، والضَنَك في الأصل مصدر ثم وصف به، ولذلك قيل معيشة ضَنْكا (١).
وأكثر ما جاء في التفسير المعيشة الضَنْك: (أنه عذاب القبر) عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود (٢).
وقال الحسن، والكلبي، وابن زيد، وقتادة: (هو عذاب النار، وأكل الزقوم، والغسلين، والضريع) (٣).
= انظر: "ديوانه" ٢٥٢، "النكت والعيون" ٣/ ٤٣١، "المحرر الوجيز" ١٠/ ١٠٦، "البحر المحيط" ٦/ ٢٨٦، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٣٢، "مختار الشعر الجاهلي" ١/ ٢٨٨.
(١) "تهذيب اللغة" (ضنك) ٣/ ٢١٣٨.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٧، والصنعاني في "تفسيره" ٢/ ٢١، والثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٢٦ أ، والهواري في "تفسيره" ٣/ ٧٥، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٧، والماوردي في "النكت" ٢/ ٤١٣، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠١، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٧، والحاكم في "المستدرك"، كتاب التفسير- سورة طه ٢/ ٣٨١ وقال: هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره "مجمع الزوائد" في "كتاب التفسير" سورة طه ٧/ ٦٧ وقال: رواه الطبراني، وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٦، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٦ أ، "النكت والعيون" ٣/ ٤٣١، "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠١ "الكشف" ٢/ ٥٥٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٢٥٩، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٧، "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٨، ولعل المراد ما جاء في الآيات التالية: =

صفحة رقم 551

وقال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد: ضغطة القبر حتى تختلف أضلاعه) (١).
وقال في رواية الوالبي: (الشقي) (٢) (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ قيل في التفسير: (أعمى البصر) (٤). وقيل: (أعمى الحجة) (٥).
قال أبو إسحاق: (وتأويله أنه لا حجة له يهتدي إليها، أن له حجة

= الزقوم ورد في قوله سبحانه في سورة الواقعة: ﴿لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ﴾.
والغسلين ورد في قوله سبحانه في سورة الحاقة: ﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾.
والضريح ورد في قوله سبحانه في سورة الغاشية: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾.
(١) "زاد المسير" ٥/ ٢٢٨، "روح المعاني" ١٦/ ٢٧٧. وذكره الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٦ ونسبة لأبي سعيد الخدري، وكذلك البغوي في "تفسيره" ٥/ ٣٠١.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٦، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٦ أ، "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠١، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٧، "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٧.
(٣) قال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٥٤٨: (قد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة أن المعيشة الضنك في الآية: عذاب القبر. وبعض طرقه بإسناد جيد كما قاله ابن كثير في تفسير هذه الآية، ولا ينافي ذلك شمول المعيشة الضنك لمعيشته في الدنيا، وطعام الضريع، والزقوم، فتكون معيشته ضنكًا في الدنيا والبرزخ والآخرة، والعياذ بالله تعالى).
وانظر: "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥٩، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٧.
(٤) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٩، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٦ أ، "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٨، "النكت والعيون" ٣/ ٤٣١، "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠١، "المحرر الوجيز" ١٥/ ١٠٧.
(٥) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ٢٠، "جامع البيان" ١٦/ ١٦٥، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٦ أ، "تفسيركتاب الله العزيز" ٣/ ٥٨، "معالم التنزيل" ٥/ ٣٠١، "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٨.

صفحة رقم 552
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية