
ومثله مسَسْت ومسِست تَقُولُ العرب قد مَسْتُ ذَلِكَ ومِسْته، وهممت بذلك وهَمْت، وَوَدِدْتُ وَوَدَدْتُ «١» كذا فى ب أنك فعلت ذاكَ، وهل أحسست صاحبك وهل أحسْت.
وقوله (لَنُحَرِّقَنَّهُ) بالنار و (لَنُحَرِّقَنَّهُ) «٢» لنَبْرُدَنَّه بالحديد بَرْدًا من حرقت أحرُقه وأَحرِقه لغتان. وأنشدني المفضل:
بذي فَرِقَيْنِ يوم بَنُو حَبيبٍ | نيُوبَهَمُ علينا يَحْرِقُونا «٣» |
وقوله: يَوْمَئِذٍ زُرْقاً [١٠٢] يُقال نحشرهم عِطَاشًا ويُقال نحشرهم عُميًا.
وقوله: يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ [١٠٢] التخافت: الكلام المخفي.
وقوله أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً [١٠٤] أجودهم قولًا فِي نفسه وعندهم (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) وكذب.
وقوله: يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً [١٠٥] يقلعها.
وقوله: قاعاً صَفْصَفاً [١٠٦] القاع مستنقع الماء والصفصف الأملس الَّذِي لا نبات فيه.
وقوله: وَلا أَمْتاً [١٠٧] الأمتُ: موضع النبك من الأرض: ما ارتفعَ «٤» منها ويُقال: مسايل الأودية (غير «٥» مهموز) ما نسفّل وقد سمعت العرب يقولون: ملأ الْقِرْبَةَ مَلأ لا أمْتَ فيها إذا لَمْ يكن فيها استرخاء. ويُقال سِرْنَا سيرًا لا أَمْت فيه ولا وهن «٦» فيه ولا ضعف.
(٢) هى رواية عن أبى جعفر وقراءة الأعمش.
(٣) هو لعامر بن شقيق الضبي كما فى اللسان (حرق). فى ا: «بنى حبيب». وذو فرقين: موضع. وفى ياقوت أنه علم بشمالى قطر.
(٤) هذا تفسير للنبك.
(٥) سقط فى ا. وهو يريد أن مسايل غير مهموز وليس مسائل.
(٦) ب. «ونى».

وقوله: يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ [١٠٨] يتَّبِعونَ صوت الداعي للحشر (لا عِوَجَ لَهُ) يقول لا عوج لَهُم عَن الداعي فجازَ أن يقول (لَهُ) لأن المذهب إلى الداعي وصوته. وهو كما تَقُولُ فِي الكلام:
دَعَوْتني دعوةً لا عِوَج لك عنها أي إني لا أعوج لك ولا عنك.
وقوله: (إِلَّا هَمْساً) يُقال: نقل الأقدام إلى المحشر. ويُقال: إنه الصّوت الخفىّ. وذكر عن ١١٤ ب ابن عباس أَنَّهُ تَمثَّل:
وَهُنَّ يمشينَ بنا هميسًا | إن تصدق الطير ننِك لَميسا |
وقوله: يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ [١٠٩] (من) فِي موضع نصب لا تنفع إلا من أذن لَهُ أن يشفع فِيهِ.
وقوله: (وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) كقولك «٢» : ورضي منه عمله وقد يقول الرجل. قد رضيت لك عملك ورضيته منك.
وقوله: يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ [١١٠] يعني ملائكته الَّذِين عَبَدهم من عبدهم. فقال:
هم «٣» لا يعلمون ما بين أيديهم وما خلفهم، هُوَ الَّذِي يعلمه. فذلك قوله: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً).
وقوله: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [١١١].
يُقال نصبت لَهُ وعملت لَهُ وذُكر أيضًا أَنَّهُ وضع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع وهو فِي معنى العربية أن يقول الرجل عنوت لك: خضعت لك وأطعتك. ويُقال الأرض لَمْ تَعْنُ بشيء أي لَمْ تُنبت شيئًا، ويُقال: لَمْ تَعْنِ بشيء والمعنى واحد كما قيل: حَثوت عَلَيْهِ «٤» التراب وحثيت
(٢) ا: «كذلك».
(٣) ا: «فهم».
(٤) ا: «عليك».

التراب. والعَنْوة فِي قول العرب: أخذت هَذَا الشيء عَنْوة يكون غلبة ويكون عَن تسليم وطاعة ممن يؤخذ منه الشيء قَالَ الشاعر «١».
فما أخذوها عَنْوة عَن موَّدةٍ | ولكن بضرب المشرفي استقالَها |
وقوله: فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً [١١٢] تَقُولُ العرب: هضمت لك من حَقّي أي حططته، وجاء عَن عَليّ بن أبي طالب فِي يوم الْجَمَل أَنَّهُ قيل لَهُ «٢» أهضم أم قصاصٌ قَالَ: ما عُمِل بِهِ فهو تَحت قديَّ هاتين فجَعَله هَدرًا وهو النقص.
وقوله: أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً [١١٣]. شرفًا وهو مثل قول الله (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) أي شرفٌ ويُقال (أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) عذابًا أي يتذكرون حلول العذاب الَّذِي وُعِدُوه.
وقوله: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [١١٤] كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أتاهُ جبريل بالوحي عَجِلَ بقراءته قبل أن يستتم جبريل تلاوته، فأُمِرَ ألَّا يعجل حَتَّى يستتمّ جبريل تلاوته، وقوله (فَنَسِيَ) ترك ما أُمِرَ بِهِ.
وقوله: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً [١١٥] صَريمةً ولا حَزْمًا فيما فَعَل.
وقوله: فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى [٨٧] ولم يقل: فتشقيا لأنّ آدم هُوَ المخاطب، وَفِي فعله اكتفاء من فعل المرأة. ومثله قوله فِي ق (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ «٣» ) اكتفى «٤» بالقَعِيد من صَاحِبه لأن المعنى معروف. ومعنى (فَتَشْقى) تأكل من كدّ يدك وعملك.
(٢) سقط فى ا.
(٣) الآية ١٧ سورة ق.
(٤) والأصل: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فحذف أحدهما. والمنقول عن الفراء فى البحر ٨/ ١٢٣ أن لفظ (قعيد) يدل على الاثنين والجمع. فلا حذف.