آيات من القرآن الكريم

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ

السبت، فحبسوها في السبت وأخَذوها في الأحد، فعدوا في السبت لأن
صيدهم منعها من التصرف، فجعل الله جزاءَهم في الدنيا - بعدما أراهم
من الآيات العظام بأن جعلهم قردة خاسئين، معنى خاسئين مُبْعدِين يقال -
خَسَأتُ الكلب أخسؤه خَسْئاً أي بَاعدته وطردْته.
وقوله عزَّ وجلَّ: (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦)
(ها) هذه تعود على الأمة التي مسخت ويجوز أن يكون للفَعْلَةِ
ومعنى (لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا) يحتمل شيئين من التفسير: يحتمل أن يكون (لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا) لما أسلفت من ذنوبها، ويحتمل أن يكون (لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا) للأمم التي تراها (وماخلفها) مَا يكون بعدها، ومعنى قولك نَكَّلْت به، أي جعلت غيره يَنْكُل أن يفْعل مثل فعله، فيناله مثل الذي ناله.
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَمَوْعِظَةً للمُتقِينَ) أي يتعظ بها أهل التقوى
فيلزمون ما هم عليه.
* * *
وقوله عزَّ وَجَل: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٦٧)
المعنى واذكروا إِذ قال موسى لقومه، أمروا بذبح بقرة يضرب ببعضها قتيل تشاجروا فِيمَنْ قَتَله، فلم يعلم قاتله، فأمر اللَّه عزَّ وجلَّ بِضَرْب المقتول. بعضو من أعضاءِ البقرة.
وزعموا في التفسير أنهم أمروا أن يضربوه بالفخذ اليمنى، أو الذنب، وأحب
الله تعالَى أن يُرِيَهمْ كيف إحياء الموتى، وفي هذه الآية، احتجاج على
مشركي العرب لأنهم لم يكونوا مؤمنين بالبعث، فأعلمهم النبي - ﷺ - هذا الخبر الذي لا يجوز أن يَعْلمه إلامَنْ قَرأ الكُتُبَ أو أوحى إليه، وقد علم المشركون

صفحة رقم 149
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية