
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٦٧)
﴿وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ﴾ أي واذكروا إذ قال موسى وهو معطوف على نعمتي في قوله اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم كأنه قال اذكروا ذاك واذكروا إذ قال موسى وكذلك هذا في الظروف التي مضت أي اذكروا نعمتي واذكروا وقت إنجائنا إياكم واذكروا وقت فرقنا واذكروا نعمتي واذكروا وقت استسقاء موسى ربه لقومه والظروف التي تأتي إلى قوله وإذ ابتلى إبرااهيم ربه ﴿إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن﴾ أي بأن

﴿تَذْبَحُواْ بَقَرَةً﴾ قال المفسرون أول القصة مؤخر في التلاوة وهو قوله تعالى ﴿وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها﴾ وذلك أن رجلاً موسرا اسمه عاميل قتله بنوعمه ليرثوه وطرحوه على باب مدينة ثم جاءوا يطالبون بديته فأمرهم الله أن يذبحوابقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبرهم بقاتله / قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هزؤا / أتجعلنا مكان هزء أو أهل هزء أو الهزء نفسه لفرط الاستهزاء هزأً بسكون الزاي والهمزة حمزة وبضمتين والواو حفص غيرهما بالتثقيل والهمزة ﴿قال أعوذ بالله﴾ اليعاذ واللياذ من وادٍ واحد ﴿أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين﴾ لأن الهزء في مثل هذا من باب الجهل والسفه وفيه تعريض بهم أي أنتم جاهلون حيث نسبتموني إلى الاستهزاء
صفحة رقم 97