آيات من القرآن الكريم

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ
ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ

هداية الايات:
من هداية الآيات:
١- وجوب ذكر النعم لشكر الله تعالى عليها.
٢- وجوب الوفاء بالعهد لا سيما ما عاهد عليه العبد ربه تعالى.
٣- وجوب بيان الحق وحُرمة كتمانه.
٤- حرمة خلط١ الحق بالباطل تضليلاً للناس وصرفهم عنه كقول اليهود: محمد نبي ولكن للعرب خاصة حتى لا يؤمن به يهود.
﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (٤٦) ﴾
شرح الكلمات:
البر: البر: لفظ جامع لكل خير. والمراد هنا: الإيمان بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدخول في الإسلام مقابل الذكر، وهو هنا الترك.
النسيان: مقابل الذكر، وهو هنا الترك.
تلاوة الكتاب: قراءته، والكتاب هنا: التوراة التي بأيدي اليهود.
العقل: قوة باطنية يميز بها المرء بين النافع والضار، والصالح والفاسد.
الاستعانة: طلب العون للقدرة على القول والعمل.
الصبر٢: حبس النفس على ما تكره.
الخشوع: حضور القلب وسكون الجوارح، والمراد هنا: الخضوع لله والطاعة لأمره ونهيه.

١ مأخوذ من قوله: ﴿وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾ إذ اللبس الخلط بين المتشابهات في الصفات، يقال في الأمر لبسه: أي اشتباه، فلبس الحق بالباطل ترويج الباطل في صورة الحق ليقبل ويضل به الناس.
٢ مواطن الصبر ثلاثة: صبر على الطاعة فلا تفارق، وصبر عن المعصية فلا ترتكب، وصبر على المصائب فلا يجزع منها ولا يتسخط، ولكن يصبر، ويسترجع أي: يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

صفحة رقم 50

﴿يَظُنُّونَ﴾ : يوقنون١.
﴿مُلاقُو رَبِّهِمْ﴾ : بالموت، راجعون إليه يوم القيامة.
معنى الآيتين:
ينعي الحق تبارك وتعالى في الآية الأولى (٤٤) على علماء بني إسرائيل أمرهم بعض العرب بالإيمان بالإسلام ونبيه، ويتركون أنفسهم فلا يأمرونها بذلك والحال أنهم يقرأون التوراة، وفيها بعث النبي محمد والأمر بالإيمان به واتباعه ويقرعهم موبخاً لهم بقوله: أفلا تعقلون، إذ العاقل يسبق إلى الخير ثم يدعو إليه.
وفي الآيتين الثانية والثالثة (٤٥-٤٦) يرشد الله تعالى بني إسرائيل إلى الاستعانة بالصبر والصلاة حتى يقدروا على مواجهة الحقيقة والتصريح بها، وهي الإيمان بمحمد والدخول في دينه، ثم يعلمهم أن هذه المواجهة صعبة شاقة٢ على النفس لا يقدر عليها إلا المخبتون لربهم الموقنون بلقاء الله، والرجوع إليه.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- قبح٣ سلوك من يأمر غيره بالخير ولا يفعله.
٢- السيئة قبيحة وكونها من٤ عالم أشد قبحاً.
٣- مشروعية الاستعانة على صعاب الأمور وشاقها بالصبر والصلاة، إذ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ حزبه أمر فزع٥ إلى الصلاة.

١ يطلق الظن ويراد به اليقين، لا الظن المقابل للشك، أفاد ابن جرير في تفسيره: وأورد أن الظن من أسماء الاضطاد فيطلق على الشك واليقين، فإطلاق الصدفة على الضياء والظلمة معاً.
٢ الجمهور على تفسير الضمير في: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَة﴾ بالصلاة وخالفتهم في ذلك لوجود من قال: إنها ما أمروا به ونهوا عنه، وهو أعم من الصلاة.
٣ ورد الوعيد الشديد فيمن يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويرتكبه من ذلك قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مررت ليلة أسرى بي على أناس تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار، قلت من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء خطباء أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم". رواه أحمد. ومثله كثير في السنن والصححاح، إلا أن أهل العلم ممن السلف قالوا: لا يمنع العالم من أن يؤمر بالمعروف، وإن كان لا يأتيه ومن أن ينهي عن منكر وإن كان يأتيه، وهو حق، إذ لا يسلم من الذنب إلا المعصوم.
٤ لأن من يعلم ليس كمن لا يعلم.
٥ رواه أحمد وأبو داود.

صفحة رقم 51
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
عرض الكتاب
المؤلف
جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة
سنة النشر
1424
الطبعة
الخامسة
عدد الأجزاء
5
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية