
﴿ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير﴾ قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللهِ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: في نُصرة أهل دينه من المجاهدين. والثاني: في معونة أهل طاعته من المسلمين. ﴿وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: تثبيتاً من أنفسهم بقوة اليقين، والنصرة في الدين، وهو معنى قول الشعبي، وابن زيد، والسدي.
صفحة رقم 339
والثاني: يتثبتون أين يضعون صدقاتهم، قاله الحسن، ومجاهد. والثالث: يعني احتساباً لأنفسهم عند الله، قاله ابن عباس، وقتادة. والرابع: توطيناً لأنفسهم على الثبوت على طاعة الله، قاله بعض المتكلمين. ﴿كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ﴾ في الربوة قولان: أحدهما: هي الموضع المرتفع من الأرض، وقيل المُسْتَوِي في ارتفاعه. والثاني: كل ما ارتفع عن مسيل الماء، قاله اليزيدي. ﴿أَصَابَهَا وَابِلٌ﴾ في الوابل وجهان: أحدهما: المطر الشديد. والثاني: الكثير، قال عدي بن زيد:
(قليل لها مني وإن سخطت بأن | أقول سقيت سقيت الوابل الغدقا) |
(ما روضة من رياض الحزن معيشة | خضراء جاد عليها مسبل هطل) |