آيات من القرآن الكريم

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ

ويدفع شرهم عنك وينصرك عليهم فان الكفاية لا تتعلق بالأعيان بل بالافعال وقد أنجز الله وعده الكريم بالقتل والسبي في بنى قريظة والجلاء والنفي الى الشام وغيره في بنى النضير والجزية والذلة في نصارى نجران وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ تذييل لما سبق من الوعد وتأكيد له والمعنى انه تعالى يسمع ما تدعو به ويعلم ما في نيتك من اظهار الدين فيستجيب لك ويوصلك الى مرادك صِبْغَةَ اللَّهِ الصبغ ما يلون به الثياب والصبغ المصدر والصبغة الفعلة التي تبنى للنوع والحالة من صبغ كالجلسة من جلس وهي الحالة التي يقع الصبغ عليها وهي اى الصبغة في الآية مستعارة لفطرة الله التي فطر الناس عليها شبهت الخلقة السليمة التي يستعد بها العبد للايمان وسائر انواع الطاعات بصبغ الثوب من حيث ان كل واحدة منهما حلية لما قامت هي به وزينة له والتقدير صبغنا الله صبغة اى فطرنا وخلقنا على استعداد قبول الحق والايمان فطرته فهذا المصدر مفعول مطلق مؤكد لنفسه لانه مع عامله المقدر بعينه وقع مؤكدا لمضمون الجملة المقدمة وهو قوله آمنا بالله لا محتمل لها من المصادر الا ذلك المصدر لان ايمانهم بالله يحصل بخلق الله إياهم على استعداد اتباع الحق والتحلي بحلية الايمان ويحتمل ان يكون التقدير طهرنا الله تطهيره لان الايمان يطهر النفوس من اوضار الكفر وسماه صبغة للمشاكلة وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوع ذلك الشيء في صحبة الغير اما بحسب المقال المحقق او المقدر بان لا يكون ذلك الغير مذكورا حقيقة ويكون في حكم المذكور لكونه مدلو لا عليه بقرينة الحال فهى كما تجرى بين فعلين كما هنا تجرى بين قولين كما في تعلم ما في نفسى ولا اعلم ما في نفسك فانه عبر عن ذات الله تعالى بلفظ النفس لوقوعه في صحبة لفظ النفس وعبر عن لفظ الفطرة بلفظ الصبغة لوقوعه في صحبة صبغة النصارى إذ كانوا يشتغلون بصبغ أولادهم في سابع الولادة مكان الختان للمسلمين بغمسهم في الماء الأصفر الذي يسمونه المعمودية على زعم ان ذلك الغمس وان لم يكن مذكورا حقيقة لكنه واقع فعلا من حيث انهم يشتغلون به فكان في حكم المذكور بدلالة قرينة الحال عليه من حيث اشتغالهم به ومن حيث ان الآية نزلت ردا لزعمهم ببيان ان التطهير المعتبر هو تطهير الله عباده لا تطهير أولادكم بغمسهم في المعمودية وهي اسم ماء غسل به عيسى عليه السلام فمزجوه بماء آخر وكلما استعملوا منه جعلوا مكانه ماء آخر وَمَنْ أَحْسَنُ مبتدأ وخبر والاستفهام في معنى الجحد مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً نصب على التمييز من احسن منقول من المبتدأ والتقدير ومن صبغته احسن من صبغته تعالى فالتفضيل جار بين الصبغتين لا بين فاعليهما والمعنى أي شخص تكون صبغته احسن من صبغة الله فانه يصبغ عباده بالايمان ويطهرهم به من اوضار الكفر وانجاس الشرك فلا صبغة احسن من صبغته وَنَحْنُ لَهُ اى لله الذي أولانا تلك النعمة الجليلة عابِدُونَ شكرا له ولسائر نعمه وتقدم الظرف للاهتمام ورعاية الفواصل وهو عطف على آمنا داخل تحت الأمر وهو قولوا فاذا كان حزفة العبد العبادة فقد زين نفسه بصبغ حسن يزينه ولا يشينه: وفي المثنوى

صفحة رقم 243

فِي اللَّهِ اى في دينه وتدعون ان دينه الحق هو اليهودية والنصرانية وتبنون دخول الجنة والاهتداء عليهما وتقولون تارة لن يدخل الجنة إلا من كان هودا او نصارى وتارة كونوا هودا او نصارى تهتدوا وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ اى والحال انه لا وجه للمجادلة أصلا لانه تعالى مالك أمرنا وأمركم وَلَنا أَعْمالُنا الحسنة الموافقة لامره وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ السيئة المخالفة لحكمه فكيف تدعون انكم اولى بالله وَنَحْنُ لَهُ اى لله تعالى مُخْلِصُونَ فى تلك الأعمال لا نبتغى بها الا وجهه فأنى لكم المحاجة وادعاء حقية ما أنتم عليه والطمع في دخول الجنة بسببه ودعوة الناس اليه وأنتم به مشركون والإخلاص تصفية العمل عن الشرك والرياء وحقيقته تصفية الفعل عن ملاحظه المخلوقين أَمْ تَقُولُونَ أم معادلة للهمزة في قوله تعالى أتحاجوننا داخلة في حيز الأمر على معنى أي الامرين تأتون اقامة الحجة وتنوير البرهان على حقية ما أنتم عليه والحال ما ذكر أم التشبث بذيل التقليد والافتراء على الأنبياء وتقولون إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ وهي حفدة يعقوب وهم أولاد أولاده الاثني عشر وعن الزجاج انه قال الأسباط في ولد اسحق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل فولد كل واحد من ولد اسحق سبط ومن ولد إسماعيل قبيلة كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى فنحن مقتدون بهم والمراد انكار كلا الامرين والتوبيخ عليهما اى كيف تحاجون وكيف تقولون في حق الأنبياء الذين بعثوا قبل نزول التوراة والإنجيل انهم كانوا هودا او نصارى ومن المحال ان يقتدى المتقدم بالمتأخر ويستن بسنته قُلْ يا محمد أَأَنْتُمْ الاستفهام للتقرير والتوبيخ أَعْلَمُ بدينهم أَمِ اللَّهُ اعلم وَمَنْ أَظْلَمُ انكار لان يكون أحد اظلم فالاستفهام بمعنى النفي مِمَّنْ كَتَمَ اى ستر وأخفى عن الناس شَهادَةً ثابتة عِنْدَهُ اى عند من كائنة مِنَ اللَّهِ قوله عنده ومن الله صفتان لشهادة اى شهادة حاصلة عنده صادرة من الله تعالى يعنى يا اهل الكتاب قد علمتم بشهادة حصلت عندكم صادرة من الله تعالى بان ابراهيم وبنيه كانوا حنفاء مسلمين بان أخبركم الله بذلك في كتابكم ثم انكم تكتمونها وتدعون خلاف ما شهد الله به في حقهم فلا أحد اظلم منكم حيث اجزأتم على تكذيب الله تعالى فيما اخبر به وتعليق الاظلمية بمطلق الكتمان للايماء الى ان مرتبة من يدريها ويشهد بخلافها في الظلم خارجة عن دائرة البيان وعن ابن عباس اكبر الكبائر الإشراك بالله وشهادة الزور وكتمان الشهادة قال تعالى وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ والمراد مسخ القلب ونعوذ بالله من ذلك وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ما موصولة عامة لجميع ما يكتسب بالجوارح الظاهرة والقوى الباطنة ويدخل فيه كتمان شهادة الله دخولا أوليا اى هو محيط بجميع ما تأتون وما تدرون فيعاقبكم بذلك أشد عقاب تِلْكَ أُمَّةٌ اى الأنبياء جماعة قَدْ خَلَتْ اى مضت بالموت لَها ما كَسَبَتْ من الأعمال وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ منها وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ اى لا يسأل أحد عن عمل غيره بل يسأل عن عمله ويجزى به وهذا تكرير للآية السابقة بعينها للمبالغة في الزجر عما هم عليه من الافتخار بالآباء والاتكال على أعمالهم قال الله تعالى فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ- قيل- لما انصرف هارون الرشيد من الحج اقام بالكوفة أياما فلما خرج وقف بهلول المجنون على طريقه

صفحة رقم 245
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
كاو را رنك از برون مرد را از درون دان رنك سرخ ورد را
رنكهاى نيك از خم صفاست رنك زشتان از سياه آب جفاست