
المعنى:
ليس هناك ظلم أكبر من تخريب المساجد ومنع الناس من الصلاة فيها، ولا أحد أظلم ممن منع ذكر الله في المساجد بأى طريق من الطرق، وسعى في تعطيلها عن القيام بوظائفها، أولئك الذين يفعلون هذا بعيدون جدا عن الله وتوفيقه، ما كان ينبغي لهم إلا أن يدخلوها خائفين من سطوة الإسلام والمسلمين، فما بالهم يفعلون هذا؟ وما دام للإسلام والمسلمين السطوة والعزة والتمسك بالقرآن وأحكامه فلا يدخلونها إلا خائفين.
أما إذا فرط المسلمون في دينهم وأقاموا بعض أحكام الدين وأهملوا البعض الآخر حتى أضاعوا كيانهم فللكفار والمشركين أن يدخلوها بل ويخربوها ويتحكموا في أهلها كما هو حاصل الآن.
ولمن منع ذكر الله في المسجد ذل في الدنيا وعذاب في الآخرة.
لله ما في الأرض جميعا مشرقها ومغربها، ففي أى مكان تصلون فيه وتتوجهون فيه إلى الله فإنه معكم، إن الله واسع لا يحده مكان، فيصح أن يتوجه إليه في كل مكان عليم بمن يتوجه إليه أينما كان.
مفتريات أهل الكتاب والمشركين [سورة البقرة (٢) : الآيات ١١٦ الى ١١٨]
وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (١١٦) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧) وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (١١٨)

المفردات:
سُبْحانَهُ: تنزيها له عما يصفون. بَدِيعُ: مبدع. قانِتُونَ:
منقادون.
المعنى:
وقال أهل الكتاب والمشركون من اليهود والنصارى وغيرهم: المسيح ابن الله وعزيز ابن الله والملائكة بنات الله!! سبحانه وتعالى وتنزيها له عما يدّعون، بل له كل ما في السموات والأرض ومنهم هؤلاء، الكل قد خلقهم الله، كل له منقادون إن طوعا وإن كرها، وهو الذي أبدع السموات والأرض وما فيهن، وإذا أراد أمرا- فلا راد لقضائه- كان وتحقق من غير امتناع.
فمن له كل ما في السموات والأرض خلقا وملكا، ومن له كل ما في الكون كائنا ومنقادا. ومن أبدع السماء والأرض والوجود كله، ومن إذا أراد أمرا كان ووجد من غير امتناع أو إباء.
من كان هذا شأنه أيحتاج إلى الولد أو الوالد؟ ومن كان هذا شأنه يكون له جنس؟
أم هو الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد؟! وقال الذين لا يعلمون: هلا يكلمنا الله كما يكلم الملائكة وموسى استكبارا منهم وعتوّا، أو تأتينا آية استخفافا منهم بهذه الآيات البينات. كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم وأرواحهم، تنزه الله عن طلبهم.
وبين الآيات أحسن بيان وأتمه ولكن لا يفهمها إلا المنصفون الموقنون.