
بذلك تحيته ولكن تركه وما هو فيه.
٣- مشروعية الهجرة وبيان فضلها وهجرة إبراهيم هذه أول هجرة كانت في الأرض.
٤- الترغيب في حسن الأحدوثة بأن يكون للمرء حسن ثناء بين الناس لما يقدم من جميل وما يورث من خير وإفضال.
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا (٥١) وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الايْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (٥٣)
شرح الكلمات:
واذكر في الكتاب: أي في القرآن تشريفا وتعظيما.
موسى: أي ابن عمران نبي بني إسرائيل عليه السلام.
مخلصا: أي مختاراً مصطفى على قراءة فتح اللام "مخلَصاً" وموحداً لربه مفرداً إياه بعبادته بالغاً في ذلك أعلى المقامات على قراءة كسر اللام.
جانب الطور: الطور جبل بسيناء بين مدين ومصر.
وقربناه نجيا: أي أدنيناه إدناء تشريف وتكريم مناجياً لنا مكلما من قبلنا.
أخاه هارون نبيا: إذ سأل ربه لأخيه الرسالة فأعطاه فنبَّأهُ وأرسله معه إلى فرعون.
معنى الآيات:
هذا موجز قصة موسى عليه السلام قال تعالى في ذلك وهو يخاطب نبيه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿واذكر﴾ في هذه السلسلة الذهبية من عباد الله الصالحين أهل التوحيد واليقين موسى ابن عمران انه جدير بالذكر في القرآن وعلة ذلك في قوله تعالى: ﴿إنه كان مخلصاً﴾ أي مختاراً مصطفى للإبلاغ عنا عبادنا ما خلقناهم لأجله وهو ذكرنا وشكرنا ذكرنا بألسنتهم وقلوبهم وشكرهم لنا بجوارحهم وذلك بعبادتنا وحدنا دون مَن سوانا، وكان موسى كذلك، وقول تعالى: ﴿وكان رسولاً نبيا﴾ أي ومن افضالنا عليه وإكرامنا له أن جعلناه نبياً رسولاً نبأناه

وأرسلناه إلى فرعون وملائه، ﴿وناديناه﴾ ١ وهو في طريقه من مدين إلى مصر في جانب الطور الأيمن٢ حيث نبأناه وأرسلناه وبذلك ﴿وقربناه نجيا﴾ فصار يناجينا فنُسمعه كلامنا ونسمع٣ كلامه وأعظم بهذا التكريم من تكريم، وقوله: ﴿ووهبنا له من٤ رحمتنا أخاه هارون نبيا﴾ هذا إنعام آخر من الله تعالى على موسى النبي إذ سأل ربه أن يرسل معه أخاه هارون إلى فرعون فبرحمة من الله تعالى استجاب له ونبأ هارون وأرسله معه رسولاً وما كان هذا إلاّ برحمة خاصة إذ النبوة لا تطلب ولا يتوصل إليها بالاجتهاد والعبادة ولا بالدعاء والصراعة إذ هي هبة إلهية خاصة.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- فضيلة الإخلاص، وهو إرادة الله تعالى بالعبادة ظاهراً وباطناً.
٢- إثبات صفة الكلام والمناجاة لله تعالى.
٣- بيان إكرام الله تعالى وإنعامه على موسى إذ أعطاه ما لم يعط أحداً من العالمين باستجابة دعائه بأن جعل أخاه هارون رسولاً نبياً.
٤- تقرير أن كل رسول نبياً والعكس لا أي ليس كل نبي رسولاً.
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
٢ هو بالنسبة إلى يمين موسى عليه السلام أما الجبل فلا يمين له ولا شمال "ابن جرير الطبري".
٣ أي: من غير وحي بل كفاحاً وجها لوجه لا واسطة.
٤ وذلك حين سأل ربه قائلاً: ﴿واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي﴾ الآية.