آيات من القرآن الكريم

قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا
ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﰿ

ثُمَّ قَالَ حين أخبره بقصَّة الحوت: ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ [٦٤] أي هَذَا الَّذِي كُنَّا نبغي.
وقوله حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً [٧٠] يقول: حَتَّى أكون أنا الَّذِي أسألك.
وقوله: لِيَغْرَق أهلها [٧١] قرأها يَحْيَى «١» بن وثّاب والحسن بالرفع والياء وقرأها سائرُ الناس (لِتُغْرِقَ أَهْلَها).
وقوله: لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ [٧٣] حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ- وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَهْلِ الْكُوفَةِ- عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: لَمْ يَنْسَ وَلَكِنَّهَا مِنْ مَعَارِيضِ الْكَلامِ.
وقوله (وَلا تُرْهِقْنِي) يقول: لا تُعجلني.
وقوله: أَقَتَلْتَ نَفْساً (زَكِيَّةً) [٧٤] مَرَّ بغلام لَمْ تجن جناية رآها موسى فقتله. وقوله (زَكِيَّةً) قرأها عَاصِم ويحيى بن وثاب والحسن (زَكِيَّةً) وقرأها أهل الحجاز وأبو الرحمن السُّلَمي (زَاكيةً) بألف «٢». وهي مثل قوله (وَجَعَلْنا «٣» قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) (وقسيّة) «٤».
وقوله: فَلا تُصاحِبْنِي [٧٦] و (فَلَا تَصْحَبْنِي «٥» ) نَفْسُكَ ولا تصحبني أنت كل ذَلِكَ صواب والله مَحْمُود.
وقوله: فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما [٧٧] (سألوهم الْقِرَى: الإضافة فلم يفعلوا. فلو قرئت «٦» (أَنْ يُضَيِّفُوهُما) كَانَ صَوَابًا. ويُقال القرية أنطاكية) [وقوله] (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) يقال: كيف يريد

(١) هى قراءة حمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش.
(٢) ا: «بالألف».
(٣) الآية ١٣ سورة المائدة. والقراءة الأخيرة لحمزة والكسائي وافقهما الأعمش. والأولى للباقين.
(٤) هذه القراءة تروى عن روح عن يعقوب.
(٥) جاء نظم الكلام فى اهكذا: «وقال: القرية انطاكية. القرى: الإضافة. سألوهم الإضافة فلم يفعلوا.
فلو قرئت يضيفوهما كان صوابا»
.
(٦) وردت هذه القراءة عن ابن محيصن والمطوعى.

صفحة رقم 155

الجدار أن ينقض؟ وَذَلِكَ «١» من كلام العرب أن يقولوا: الجدارُ يريد أن يسقط. ومثله قول الله (وَلَمَّا سَكَتَ «٢» عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) والغضب لا يسكت (إنما يسكت «٣» صاحبه) وإنّما معناه:
سكن، وقوله: (فَإِذا «٤» عَزَمَ الْأَمْرُ) [و] إنما يعزم الأمر أهلهُ وقد قَالَ الشاعر:

إن دهرًا يَلُفَّ شملي بجُمْلٍ لزمان يَهُمُّ بالإحسانِ «٥»
١٠٧ ب وقال الآخر:
شكا إِليَّ جَمَلي طُول السُّرى صَبْرًا جَميلًا فَكِلانا مُبْتَلَى «٦».
والجملُ لَمْ يَشْك، إنما تُكلم بِهِ عَلَى أَنَّهُ لو نطق لقال ذَلِكَ. وكذلك قول عنترة.
فازوَرَّ من وَقْع الْقَنَا بِلبانه وشكا إليّ بعبرة وتَحمحُمِ «٧»
وقد ذكرت (يَنْقَاض) للجدار والانقياض: الشِّقّ فِي طول الجدار «٨» وَفِي طيّ البئر وَفِي سِنّ الرَّجُل يقال: انقاضت سِنَّة إذا انشقت طولًا. فقال موسى لو شئت [لَمْ تُقِمه حَتَّى يَقرونا فهو الأجر. وقرأ «٩» مُجاهد] (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) وأنشدني القنانِيّ.
تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقَعِّده «١٠»
وأصلها اتّخذ: افتعل.
وقوله: هَذَا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [٧٨].
[ولو نصبت الثانية كَانَ صوابًا، يتوهم أَنَّهُ كان (فراق ما بينى «١١» وبينك) ].
(١) هذا جواب السؤال.
(٢) الآية ١٥٤ سورة الأعراف.
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٤) الآية ٢١ سورة محمد.
(٥) يعزى إلى حسان. [.....]
(٦) سبق هذا البيت فى سورة يوسف.
(٧) هذا البيت من معلقته. وهو فى الحديث عن فرسه فى حومة الحرب. والازورار: الميل. والقنا: الرماح.
واللبان: الصدر، والتحمحم: صوت مقطع ليس بالصهيل.
(٨) ا: «الحائط».
(٩) هى قراءة ابن كثير وأبى عمرو ويعقوب وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن:
(١٠) تقعده: تخدمه. والسرية: الأمة تتخذ للفراش وبعد لها بيت.
(١١) ا: «بينى وبينك فراق بغير نون».

صفحة رقم 156

وقوله: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ [٧٩] يقول: أمامهم مَلِك. وهو كقوله (مِنْ «١» وَرائِهِ جَهَنَّمُ) أي أنها بين يديه. ولا يَجوز أن تَقُولَ لرجل وراءك: هُوَ بين يديك، ولا لرجل هُوَ بين يديك: هُوَ وراءك، إنما يَجوز ذَلِكَ فِي المواقيت من الأيام والليالي والدهر أن تَقُولَ: وراءك بَرد شديد: وبين يديك بَرْد شديد لأنك أنت وراءه فجاز لأنه شيء يأتي، فكأنه إذا لحقك صارَ من ورائك، وكأنك إذا بلغته صار بين يديك. فلذلك جاز الوجهان.
وقوله: فَخَشِينا [٨٠] : فعلمنا. وهي فِي قراءة أُبَيّ (فخافَ ربُّك أن يرهقهما) عَلَى معنى: علم ربُّكَ. وهو مثل قوله (إِلَّا أَنْ «٢» يَخافا) قَالَ: إلا أن يعلما ويظنّا. والخوفُ والظن يُذهب بِهما مذهب العلم.
وقوله: خَيْراً مِنْهُ زَكاةً [٨١] صلاحا «٣» (وَأَقْرَبَ رُحْماً) يقول: أقرب أن يُرْحما بِهِ. وهو مصدر رحمت.
وقوله: كَنْزٌ لَهُما [٨٢] يقال: علم.
وقوله (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) نصب: فَعَل ذَلِكَ رحمة منه. وكل فعل رأيته مفسِّرًا للخبر الَّذِي قبله فهو منصوب. وتعرفه بأن ترى هُوَ وهي تصلحان قبل المصدر، فإذا ألقيتا اتّصل المصدر بالكلام الَّذِي قبله فنصب، كقوله (فَضْلًا «٤» مِنْ رَبِّكَ) وكقوله (إِنَّكَ لَمِنَ «٥» الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) معناهُ: إنك من المرسلين وهو تنزيل العزيز (وهذا «٦» تنزيل العزيز الرحيم) وكذلك قوله (فِيها «٧» يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) معناهُ: الفرق فيها أمر من عندنا.
فإذا ألقيت ما يرفع المصدر اتصل بِما قبله فنصب.

(١) الآية ١٦ سورة إبراهيم.
(٢) الآية ٢٢٩ سورة البقرة.
(٣) سقط فى ا.
(٤) الآية ٥٧ سورة الدخان.
(٥) الآيات ٣- ٥ سورة يس.
(٦) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٧) الآيتان ٤، ٥ سورة الدخان.

صفحة رقم 157
معاني القرآن للفراء
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء
تحقيق
أحمد يوسف نجاتي
الناشر
دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية