آيات من القرآن الكريم

الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ

النحويين في هذا: (أن معناه كان مقتدرًا لم يزل) (١). أي: ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث عنده. وهذا مما سبق بيانه قديمًا.
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: ٤٦].
٤٦ - قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قال المفسرون: (هذا رد على عيينة بن حصين، والأقرع والرؤساء الذين كانوا يفتخرون بالمال والغنى والأبناء. أخبر الله تعالى أن ذلك مما يُتَزيَّن به في الحياة الدنيا ويُتَجمل به، لا مما ينفع في الآخرة) (٢). ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ﴾ يعني: ما يأتي به سلمان، وصهيب، وفقراء المسلمين (٣).
واختلفوا في المراد بالباقيات الصالحات، فقال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: (هي الصلوات الخمس) (٤). وهو قول مسروق، وإبراهيم، ومحمد بن كعب (٥). وقال في رواية عطاء: (يريد سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) (٦). وهذا قول مجاهد، وعكرمة، والضحاك (٧). وروي ذلك مرفوعًا: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمَّي هذه الأذكار الباقيات الصالحات

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٩١.
(٢) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٣.
(٣) "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١٤، "التفسير الكبير" ٢١/ ١٣١.
(٤) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٤، "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٥، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٢٢، "النكت والعيون" ٣/ ٣١٠.
(٥) المذكور في الطبرى وابن كثير خلاف هذا انظر: ١٥/ ٢٥٥، وابن كثير ٣/ ٩٦.
(٦) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٤، "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٤، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٦.
(٧) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٦، "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٤، "بحر العلوم" ٢/ ٣٠١، "الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٩ ب.

صفحة رقم 35

فقال: "وهي الباقيات الصالحات") (١). روى ذلك أنس، وأبو هريرة، والخدري -رضي الله عنهم-. وزاد عثمان، وابن عمر، وسعيد بن المسيب: (لا حول ولا قوة إلا بالله، مع هذه الأذكار في تفسير الباقيات الصالحات) (٢).
وقال فى رواية العوفي: (هي الكلام الطيب) (٣). وهذا أيضًا راجع إلى ذكر الله؛ لأنه الكلام الطيب.
وقال في رواية الوالبي: (هي الأعمال الصالحات وجميع الحسنات) (٤).
وهو قول قتادة قال: (هي كل ما أريد به وجه الله) (٥). واختاره الزجاج فقال: (هي كل عمل صالح يبقى ثوابه) (٦) (٧).

(١) أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" كتاب: القرآن، باب: ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى ١/ ٢١٠، والإمام أحمد في "مسنده" ٤/ ٢٦٨، والهيثمي في "مجمع الزوائد" كتاب: الصلاة، باب: فضل الصلاة وحقنها للدم ١/ ٢٩٧، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، ورجاله ورجال الصحيح، غير الحارث بن عبد الله مولى عثمان وهو ثقة. وابن الأثير في "جامع الأصول" كتاب: التفسير سورة الكهف ٢/ ٢٢٠، والطبراني في "الصغير" ١/ ١٤٥، وابن عدي في "الكامل" ٦/ ٢٥٨٥، والطبري في "تفسيره" ١٥/ ٢٥٥، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٤٠٨.
(٢) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٥، "الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٩ ب، "النكت والعيون" ٣/ ٣١٠، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١٤، "تفسير الباقيات الصالحات وفضلها" ٣٢.
(٣) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣١٠، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٦، "الدر المنثور" ٤/ ٤٠٩.
(٤) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٦، "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٥، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٢٢، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٦.
(٥) "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٥، "الكشاف" ٢/ ٣٩٢، "الدر المنثور" ٤/ ٤١٠.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٩٢.
(٧) والراجح -والله أعلم- أن الباقيات الصالحات: كل عمل خير، فلا وجه لقصرها =

صفحة رقم 36
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية