آيات من القرآن الكريم

الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ

لكن هو الله ربي وحده لا شريك له، له الحكم وإليه ترجعون.
يا أخى هلا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، الأمر ما شاء الله لا غير،
روى عن النبي صلّى الله عليه وسلم: من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره.
فبدل أن تقول: ما أظن أن تبيد هذه أبدا، وهذه المقالة لا تصدر إلا من شخص مغرور مأفون يظن أن له قوة وحولا، وأن الأمر بيده لا بيد الله، وأنه الزارع الذي أعطى هذا الزرع عن علم وتجربة، وأن سماده ونظامه هما اللذان أنتجا! ألا بئس ما يفهم الناس في دنياهم!! إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا في هذه الدنيا الفانية فعسى ربي أن يؤتينى خيرا من جنتك وأبقى يوم القيامة.
وأما جنتك فيرسل عليها عذابا مقدرا في حسابه فتصبح أرضا قاحلة ملساء لا شيء فيها أو يصبح ماؤها غائرا لا تدركه الأيدى بأى شكل ولا تستطيع له طلبا فضلا عن إدراكه، وقد كان فأحيط بثمره وهلك كل ماله فأصبح يقلب كفيه ندما وأسفا على ما ضاع منه، يعض بنان الندم على ما فرط منه. والحال أنها خاوية على عروشها أى:
سقطت الكروم على عروشها الممهدة لها.
ويقول: نادما ليتني لم أشرك بربي أحدا، ولم تكن له فئة تنصره من دون الله إذ هو القادر وحده على دفع العذاب، وما كان هو في حد ذاته منتصرا بنفسه.
هناك: وفي هذه الحال التي يؤمن فيها البر والعاجز النصرة من الله وحده، والسلطان لله وحده، هو الحق تبارك وتعالى، خير ثوابا وخير عقبى للعباد المتقين.
مثل الحياة الدنيا [سورة الكهف (١٨) : الآيات ٤٥ الى ٤٦]
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (٤٥) الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (٤٦)

صفحة رقم 418

المفردات:
هَشِيماً مهشوما مكسورا. تَذْرُوهُ الرِّياحُ تفرقه وتطيره. وهذا مثل آخر للدنيا وبيان لصفتها العجيبة التي هي كالمثل حتى لا يغتر بها المغترون.
المعنى:
واذكر لهم صفة الدنيا التي هي كالمثل في الغرابة وهي كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض، فنبت الزرع واخضر واختلط بعضه من كثرته وتكاثفه فأصبح ذلك النبات الغض الوارف صاحب الظل الدائم، والبهجة والمنظر أصبح هشيما تذروه الرياح حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ [سورة يونس آية ٢٤]. ولا غرابة في هذا فالله على كل شيء قدير.
وأما ما كانوا يفتخرون به من مال وبنين فهذا عرض زائل، ومتاع حائل، وزينة الدنيا الفانية، ولعل تقديم المال على البنين لأنه أدخل في باب الزينة من الأولاد.
وليس لأحد أن يفتخر بها حيث كانت لهذا فقط بل الباقيات الصالحات من الأعمال الخيرية خير وأبقى عند ربك إذ ثوابها عائد على صاحبها، وخير أملا حيث ينال بها صاحبها في الآخرة كل ما كان يؤمله.

صفحة رقم 419
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية