آيات من القرآن الكريم

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ

﴿وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴾ قوله عز وجل: ﴿وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به﴾ فيها قولان: أحدهما: أنها نزلت في قتلى أحُد حين مثلت بهم قريش. واختلف قائل ذلك في نسخه على قولين: أحدهما: أنها منسوخة بقوله تعالى: ﴿واصبر وما صبرك إلا بالله﴾ الثاني: أنها ثابتة غير منسوخة فهذا أحد القولين. والقول الثاني: أنها نزلت في كل مظلوم ان يقتص من ظالمه، قاله ابن سيرين ومجاهد ﴿واصبر﴾ فيه وجهان: أحدهما: اصبر على ما أصابك من الأذى، وهو محتمل. الثاني: واصبر بالعفو عن المعاقبة بمثل ما عاقبوا من المثلة بقتلى أُحد، قاله الكلبي. ﴿وما صبر إلا بالله﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: وما صبر إلا بمعونة الله.

صفحة رقم 221

الثاني: وما صبرك إلا لوجه الله. ﴿ولا تحزن عليهم﴾ فيه وجهان: أحدهما: إن لم يقبلوا. الثاني: إن لم يؤمنوا. ﴿ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون﴾ قرأ بن كثير ﴿ضيق﴾ بالكسر وقرأ الباقون بالفتح. وفي الفرق بينهما قولان: أحدهما: أنه بالفتح ما قل، وبالكسر ما كثر، قاله أبو عبيدة. الثاني: أنه بالفتح ما كان في الصدر، وبالكسر ما كان في الموضع الذي يتسع ويضيق، قاله الفراء. قوله عز وجل: ﴿إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴾ اتقوا يعني فيما حرم الله عليهم. والذين هم محسنون فيما فرضه الله تعالى، فجمع في هذه الآية اجتناب المعاصي وفعل الطاعات. وقوله: ﴿مع الذين اتقوا﴾ أي ناصر الذي اتقوا. وقال بعض أصحاب الخواطر: من اتقى الله في أفعاله أحْسَنَ إليه في أحواله، والله أعلم.

صفحة رقم 222

سورة الإسراء

صفحة رقم 223
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية