آيات من القرآن الكريم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ

﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون﴾ قوله عز وجل: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمُه بشرٌ﴾ اختلف في اسم من أراده المشركون فيما ذكروه من تعليم رسول الله ﷺ على أربعة أقاويل: أحدها: أنه بلعام وكان قيناً بمكة، وكان رسول الله ﷺ يدخل عليه يعلمه، فاتهمته قريش أنه كان يتعلم منه، قاله مجاهد. الثاني: أنه كان عبداً أعجمياً لامرأة بمكة، يقال له أبو فكيهة، كان يغشى رسول الله ﷺ فيقرأ عليه ويتعلم منه، فقالوا لمولاته احبسيه فحبستْه، وقالت له: اكنس

صفحة رقم 214

البيت وكل كناسته، ففعل وقال: والله ما أكلت أطيب منه ولا أحلى، وكان يسأل مولاته بعد ذلك أن تحبسه فلا تفعل. الثالث: أنهما غلامان لبني الحضرمي، وكانا من أهل عين التمر صيقلين يعملان السيوف اسم أحدها يسار، والآخر جبر، وكانا يقرآن التوراة، وكان رسول الله ربما جلس إليهما، قاله حصين بن عبد الله بن مسلم. الرابع: أنه سلمان الفارسي، قاله الضحاك. ﴿لسان الذي يلحدون إليه أعجمي﴾ في يلحدون تأويلان: أحدهما: يميلون إليه. الثاني: يعترضون به، يعني أن لسان من نسبوا رسول الله ﷺ إلى التعلم منه أعجمي. ﴿وهذا لسانٌ عربيٌ مبين﴾ يعني باللسان القرآن لأنه يقرأ باللسان، والعرب تقول: هذا لسان فلان، تريد كلامه، قال الشاعر:

صفحة رقم 215
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
(لسان السوء تهديها إلينا وخُنْتَ وما حسبتُك أن تخونا)