آيات من القرآن الكريم

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ
ﭻﭼﭽﭾﭿ ﮁﮂﮃﮄﮅ ﮇﮈﮉﮊﮋ ﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯗﯘﯙﯚﯛ

الأمر ثم فسر بعد الإبهام بقوله: إن دابرهم وآخرهم مقطوع ويستأصل، أى: أنه لا يبقى منهم أحد أبدا وسينزل عليهم العذاب وهم داخلون في الصباح.
وفي هذه السورة ذكر عذابهم وهلاكهم قبل فعلهم، (والواو لا تقتضي ترتيبا) وجاء أهل المدينة (سادوم) يستبشرون بالأضياف طامعين فيهم، مؤملين أن يفعلوا معهم الفاحشة.
ولما رأى لوط ذلك فيهم قال لهم: إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون، واتقوا الله، ولا تحزون. أليس فيكم رجل رشيد يدافع عن الفضيلة!! قالوا: يا لوط أو لم ننهك عن أن تضيف أحدا من العالمين، لأنا لا يمكننا أن نمنع أنفسنا عن ارتكاب الفاحشة معهم، وقيل المعنى: أو لم ننهك عن أن تكلمنا في شأن أحد من الناس قصدناه بالفاحشة.
قال: يا قوم هؤلاء بناتي تزوجوهن فهن أطهر لكم، إن كنتم فاعلين.
أقسم الله- سبحانه وتعالى- بعمر النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم وبحياته أن هؤلاء لفي سكرتهم وضلالهم يعمهون ويتيهون، وما علموا أن العذاب ينتظرهم وأنهم في طريق الفناء والهلاك فاعتبروا يا أهل مكة.
عقب هذا مباشرة أخذتهم الصيحة، وحلت بهم الصاخة، وقت شروق الشمس إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فجعلنا عالى ديارهم سافلها، وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك، وما هي من الظالمين ببعيد.
إن في ذلك لآيات للمتوسمين المفكرين الناظرين بعين الاعتبار وأن ديارهم بطريق قومك إلى الشام فهم يرونها. فهل من مدكر؟! إن في ذلك لآية للمؤمنين الصادقين!!
أصحاب الأيكة وأصحاب الحجر [سورة الحجر (١٥) : الآيات ٧٨ الى ٨٦]
وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢)
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨٦)

صفحة رقم 289

المفردات:
أَصْحابُ الْأَيْكَةِ هم قوم شعيب، والأيكة: الغيضة والشجر الملتف لَبِإِمامٍ مُبِينٍ بطريق واضح أَصْحابُ الْحِجْرِ الحجر ديار ثمود فَاصْفَحِ اعف عنهم وتجاوز عن مسيئهم، والصفح الإعراض.
المعنى:
ولقد كان أهل مدين أصحاب أيكة وغيضة ظالمين بشركهم، وقطعهم الطريق ونقصهم الكيل والميزان، فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة، وعذاب يوم الظلمة وقد كانوا قريبا من قوم لوط في المكان ولذا قال الله: وإنهما لبطريق واضح يسلكه الناس لم يندرس بعد، والناس تبصر تلك الآثار الشاهدة عليهم، وهذا تنبيه لقريش وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ
«١» ولقد كذب أصحاب الحجر وهم قبيلة ثمود المرسلين إذ كذبوا نبيهم صالحا. ومن كذب نبيا واحدا فقد كذب الكل لأنهم متفقون في الأصول، وآتيناهم آياتنا الدالة على صدق رسولنا صالحا وهي الناقة التي أخرجها الله من صخرة صماء وكانت تسرح في بلادهم، ولها شرب ولهم شرب فهي ضخمة، ولبنها كثير كان يكفى القبيلة، وكانت لهم بيوت نحتوها في الجبل، وأصبحوا فيها آمنين من العدو، ومن سقوطها عليهم. فلما عتوا وبغوا، واعتدوا على الناقة أخذتهم الصيحة في وقت الصبح فما أغنى عنهم ما كانوا يكتسبون من أموال وديار.

(١) سورة الصافات الآية ١٣٧.

صفحة رقم 290
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية