آيات من القرآن الكريم

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ

وما سواه اسباب ووسائط وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ بشرا مثلك يا محمد وهو جواب لقول قريش ان الرسول لا بد وان يكون من جنس الملائكة وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً اى نساء وأولادا كما هى لك فلما جاز ذلك فى حقهم فلم لا يجوز مثله ايضا فى حقك وهو جواب لقول اليهود ما نرى لهذا الرجل همة الا فى النساء والنكاح ولو كان نبيا لاشتغل بالزهد والعبادة- روى- انه كان لداود عليه السلام مائة امرأة منكوحة وثلاثمائة سرية ولابنه سليمان عليه السلام ثلاثمائة امرأة مهرية وسبعمائة سرية فكيف يضر كثرة الأزواج لنبينا عليه السلام وفى التأويلات النجمية ان الرسل لما جذبتهم العناية فى البداية رقتهم من دركات البشرية الحيوانية الى درجات الولاية الروحانية ثم رقتهم منها الى معارج النبوة والرسالة الربانية فى النهار فلم يبق فيهم من دواعى البشرية واحكام النفسانية ما يزعجهم الى طلب الأزواج بالطبيعة والركون الى الأولاد بخصائص الحيوانية بل جعل لهم رغبة فى الأزواج والأولاد على وفق الشريعة بخصوصية الخلافة فى اظهار صفة الخالقية كما قال تعالى أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ انتهى وقال الحكيم الترمذي فى نوادر الأصول الأنبياء زيدوا فى القوة بفضل تبوتهم وذلك ان النور إذا امتلأت منه الصدور ففاض فى العروق التذت النفس والعروق فاثار الشهوة وقواها انتهى وفى الحديث (فضلت على الناس بأربع بالسخاء والشجاعة وقوة البطش وكثرة الجماع) وطاف عليه السلام على نسائه التسع ليلة وتطهر من كل واحدة قبل ان يأتى الاخرى وقال هذا أطيب واطهر واوتى عليه السلام قوة أربعين رجلا من اهل الجنة فى الجماع وقوة الرجل من اهل الجنة كمائة من اهل الدنيا فيكون اعطى عليه السلام قوة اربعة آلاف رجل وسليمان عليه السلام قوة مائة رجل وقيل الف رجل من رجال الدنيا قال فى انسان العيون لا يخفى ان أزواجه عليه السلام المدخول بهن اثنتا عشرة امرأة وكان له اربع سرارى وفى بستان العارفين ما تزوج من النساء اربع عشرة نسوة وفى الواقعات المحمودية ان فخر الأنبياء عليه وعليهم السلام قد تزوج احدى وعشرين امرأة ومات عن تسع نسوة قال سفيان بن عيينة كثرة النساء ليست من الدنيا لان عليا رضى الله عنه كان ازهد اصحاب النبي عليه السلام وكان له اربع نسوة وسبع عشرة سرية وتزوج المغيرة بن شعبة ثمانين امرأة وكان الحسن بن على رضى الله عنهما منكاحا حتى نكح زيادة على مائتى امرأة وقد قال عليه السلام (أشبهت خلقى وخلقى) يقول الفقير قد تزوج شيخى وسندى روح الله روحه قدر عشرين وجمع بين اربع مهرية وخمس عشرة سرية وكان يقول للعامى حين يسأل عن كثرة نكاحه ان لكل أحد ابتلاء فى هذه الدار وقد ابتليت بكثرة النكاح ويقول لهذا الفقير فى خلوته انها من اسرار النبوة وخصائص خواص هذه الامة وأشار به الى الحديث المشهور (حبب الىّ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة) فهذا العشق والمحبة انما يكون لاصحاب النفوس القدسية وهم يطالعون فى كل شىء ما لا يطالعه غيرهم: ونعم ما قيل

منعم كنى ز عشق وى اى مفتئ زمان معذور دارمت كه تو او را نديده
وَما كانَ لِرَسُولٍ وما صح لواحد منهم ولم يكن فى وسعه أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ تقترح عليه

صفحة رقم 384

القضاء كون الدعاء سببا لرد البلاء واستجلاب الرحمة وصار كالترس فانه لما كان لرد السهم لم يكن حمله مناقضا للاعتراف بالقضاء فكذا الدعاء فقدر الله الأمر وقدر سببه قال الحسن البصري طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب وقال علامة الحقيقة ترك ملاحظة العمل لا ترك العمل فعلى العاقل ان يجتهد فى اعمال البر ويكف النفس عن الهوى الى ان يجيئ الاجل: قال الكمال الخجندي قدس سره

بكوش تا بكف آرى كليد گنج وجود كه بي طلب نتوان يافت گوهر مقصود
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ فى حياتك يا أفضل الرسل وأصله وان نرك وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط ومن ثمة ألحقت النون بالفعل بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ اى مشركى مكة من العذاب والزلازل والمصائب والجواب محذوف اى فذاك شافيك من أعدائك
پس از مرگ آنكس نبايد گريست كه روزى پس از مرگ دشمن بزيست
أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ اى نقبض روحك الطاهرة قبل اراءة ذلك فلا تحزن فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ اسم أقيم مقام التبليغ كالاداء مقام التأدية اى تبليغ الرسالة وأداء الامانة لا غير وَعَلَيْنَا الْحِسابُ اى مجازاتهم يوم القيامة لا عليك فننتقم منهم أشد الانتقام فلا يهمنك اعراضهم ولا تستعجل بعذابهم ونظيره قوله تعالى فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ يعنى لا يتخلصون من عذاب الله مت او بقيت حيا وفى التأويلات النجمية وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بالكشف والمشاهدة بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ وعندنا هم من العذاب والثواب قبل وفاتك كما كان ﷺ يخبر عن العشرة المبشرة وغيرهم بدخولهم الجنة وقد اخبر السائل عن أبيه حين قال اين أبوك قال (ابى وأبوك فى النار) وقال ﷺ (رأيت الجنة وفيها فلان ورأيت النار وفيها فلان) أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ قبل ان نريك من أحوالهم فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ فيما امرناك بتبليغه ولا عليك القبول فيما تقول وَعَلَيْنَا الْحِسابُ فى الرد والقبول انتهى وكأن الكفرة قالوا اين ما وعد ربك ان يريك فقال تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ اى يأتى أمرنا ارض الكفرة نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها حال من فاعل نأتى او من مفعوله اى نفتح ديار الشرك بمحمد والمؤمنين به فما زاد فى بلاد الإسلام باستيلائهم عليها جبرا وقهرا نقص من ديار الكفرة والله تعالى إذا قدر على جعل بعض ديار الكفرة للمسلمين فهو قادر على ان يجعل الكل لهم أفلا يعتبرون وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ محل لا مع المنفي النصب على الحال اى يحكم نافذا حكمه خاليا عن المعارض والمناقض وحقيقته الذي يعقب الشيء بالرد والابطال. والمعنى انه حكم للاسلام بالغلبة والإقبال وعلى الكفر بالادبار والانتكاس وذلك كائن لا يمكن تغييره وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ فيحاسبهم عما قليل فى الآخرة بعد عذاب الدنيا من القتل والاجلاء يقول الفقير نقص الأرض انما يكون بالفتح المبنى على الأمر بالجهاد وهو انما فرض بالمدينة فالاظهر ان الآية مدنية لا مكية كما لا يخفى وكون السورة مكية لا ينافيه وقد تعرض من ذهب الى كونها مكية لاستثناء آيتين كما أشير إليهما فى عنوان السورة ولم يتعرض لهذه الآية والحق ما قلنا وقال بعضهم نقص الأرض ذهاب البركة او خراب النواحي او موت الناس

صفحة رقم 388
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية