آيات من القرآن الكريم

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ

وتكون هذه الضمة مثل قوله (وَحِيلَ «١» ) (وَسِيقَ «٢» ) وَزَعَمَ الْكِسَائي أَنَّهُ سمع أعرابيًّا يقول (إِنْ كُنْتُمْ «٣» لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ).
وقوله: (وكذلك يجتبيك ربّك) [٦] جواب لقوله (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) فقيل لَهُ: وهكذا يَجْتَبيكَ رَبُّكَ. كذلك وهكذا سواء فِي المعنى. ومثله فِي الكلام أن يقول الرجل قد فعلت اليوم كذا وكذا من الخير فرأيت عاقبته محمودة، فيقول لَهُ القائل: هكذا السعادة، هكذا التوفيق و (كَذلِكَ) يصلح فيه. و (يَجْتَبِيكَ) بصطفيك.
قوله: (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) [٨] والعُصْبَة: عَشرة فما زاد.
وقوله: (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) [٩] جواب للأمر ولا يصلح الرفع فِي (يَخْلُ) لأنه لا ضمير فِيهِ. ولو قلت: أعِرْني ثوبًا ألبس لجازَ الرفع والجزم لأنّك تريد: أَلْبَسُه فتكون رفعًا من صلة النكرة. والجزم على أن تَجعله شرطًا.
قوله: (وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ) [١٠] واحدة «٤». وقد قرأ أهلُ الحجاز (غَيَابَاتِ) على الجمع (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) قرأهُ العامَّة بالياء لأن (بعض) ذكر وإن أُضيفَ إلى تأنيث. وقد قرأ «٥» الْحَسَن- فيما ذُكِرَ «٦» عَنْهُ- ب: ذكروا (تَلْتَقِطْهُ) بالتاء وَذَلِكَ أنه ذهب إلى السّيارة والعرب إذا أضافت المذكر إلى المؤنث وهو فعل لَهُ «٧» أو هُوَ بعض لَهُ قالوا فِيهِ بالتأنيث والتذكير. وأنشدونا:

(١) فى الآية ٥٤ سورة سبأ.
(٢) فى الآيتين ٧١، ٧٣ سورة الزمر.
(٣) الآية ٤٣ سورة يوسف. وقد ضبط «للريا» بكسر الراء وفقا لما ا. وفى اللسان (رأى) ضبط بضم الراء.
(٤) يريد (غيابة) بالإفراد. وهو مقابل (غيابات) فى القراءة الأخرى. والإفراد قراءة غير نافع وأبى جعفر.
أما هما فقرأ ا (غيابات) كما فى الإتحاف. وقوله «أهل الحجاز» فالأولى. «أهل المدينة».
(٥) سقط فى ا
(٦) ا: «ذكروا».
(٧) سقط فى ا. [.....]

صفحة رقم 36

عَلَى قَبْضة مَوْجُوءة ظهرُ كَفّه فلا المرء مُسْتحيٍ ولا هُوَ طاعم «١»
ذهب إلى الكفّ وألغى الظهر لأن الكف يجزىء من الظهر فكأنه قَالَ: موجوءة كفُّه وأنشدني الْعُكْليّ أَبُو ثَرْوان:
أرى مَرَّ السنين أخذنَ مني كما أخَذ السِّرار من الهلِال
وقال ابن مقبل:
قد صرّح السير عَن كُتْمان وابتذلتْ وَقْعُ المحاجن بالْمَهْرِيَّة الذُّقُنِ «٢»
أراد: وابتذلت المحاجن وألغى الوقع. وأنشدني الْكِسَائي:
إذا ماتَ منهم سَيّد قام سَيّد فَدَانَتْ لَهُ أهل الْقُرى والكنائسِ
ومنه قول الأعشى:
وَتَشرَقُ بالقول الَّذِي قد أَذَعتَه كما شَرِقت صدر القناة من الدَّم
وأنشدني يونس الْبَصْرِيّ:
لَمّا أتى خبرُ الزُّبَير تهدّمت سورُ المدينة والجبالُ الْخُشّعُ «٣»
وإنّما جازَ هذا كله لأن الثاني يكفي من الأوّل ألا ترى أَنَّهُ لو قَالَ: تلتقطهُ السيَّارة لجاز وكفى من (بعض) ولا يجوز أن يقول: قد ضربتني غلامُ جاريتك لأنك لو ألقيت الغلام لَمْ تدل الجارية على معناه.
(١) سبق ص ٣٢ فى ١٨٧ من الجزء الأول. وفيه: «مرجوة» فى مكان «موجوءة» ويبدو أن الصواب ما هنا.
(٢) انظر ص ١٨٧ من الجزء الأول.
(٣) هو لجرير من قصيدة يهجو فيها الفرزدق. وكان قاتل الزبير بن العوام غدرا رجلا من رهط الفرزدق، فعيره جرير بهذا. وانظر الديوان ٢٧٠.

صفحة رقم 37
معاني القرآن للفراء
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء
تحقيق
أحمد يوسف نجاتي
الناشر
دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية