
أخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْأَعْمَش - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ إِلَى قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ شكر الله لَهُ ذَلِك فزاده فِي عمره ثَمَانِينَ عَاما
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من طَرِيق ابْن جريج عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي الْآيَة قَالَ: اشتاق إِلَى لِقَاء الله وَأحب أَن يلْحق بِهِ وبآبائه فَدَعَا الله أَن يتوفاه وَأَن يلْحقهُ بهم
قَالَ ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - وَلم يسْأَل نَبِي قطّ الْمَوْت غير يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ الْآيَة
قَالَ ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - وَأَنا أَقُول: فِي بعض الْقُرْآن من الْأَنْبِيَاء من قَالَ توفني
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: مَا سَأَلَ نَبِي الْوَفَاة غير يُوسُف
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ يَقُول: توفني على طَاعَتك واغفر لي إِذا توفيتني
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وألحقني بالصالحين﴾ قَالَ: يَعْنِي إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَق وَيَعْقُوب
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ قَالَ: يَعْنِي أهل الْجنَّة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما أُوتِيَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام من الْملك مَا أُوتِيَ تاقت نَفسه إِلَى آبَائِهِ قَالَ ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ إِلَى قَوْله ﴿وألحقني بالصالحين﴾ قَالَ: بآبائه إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة قَالَ: لما قدم على يُوسُف أَبوهُ واخوته وَجمع الله شَمله وَأقر عَيْنَيْهِ - وَهُوَ يَوْمئِذٍ مغموس فِي نعيم من الدُّنْيَا - اشتاق إِلَى آبَائِهِ الصَّالِحين: إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب فَسَأَلَ الله الْقَبْض وَلم يتمن الْمَوْت أحد قطّ نَبِي وَلَا غَيره إِلَّا يُوسُف
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز - رَضِي الله عَنهُ - أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لما حَضرته الْوَفَاة قَالَ: يَا اخوتاه إِنِّي لم انتصر من أحد

ظَلَمَنِي فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي كنت أحب أَن أظهر الْحَسَنَة وأخفي السَّيئَة فَذَلِك زادي من الدُّنْيَا
يَا اخوتاه إِنِّي أشركت آبَائِي فِي أَعْمَالهم فأشركوني مَعَهم فِي قُبُورهم وَأخذ عَلَيْهِم الْمِيثَاق فَلم يَفْعَلُوا حَتَّى بعث الله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَ عَن قَبره فَلم يجد أحدا يُخبرهُ إِلَّا امْرَأَة يُقَال لَهَا شارخ بنت شيرا بن يَعْقُوب فَقَالَت: أدلك عَلَيْهِ على أَن أشْتَرط عَلَيْك
قَالَ ذَاك لَك قَالَت: أصير شَابة كلما كَبرت
قَالَ: ذَلِك لَك
قَالَ: وأكون مَعَك فِي درجتك يَوْم الْقِيَامَة
فَكَأَنَّهُ امْتنع فَأمر أَن يمْضِي لَهَا ذَلِك فَفعل فدلته عَلَيْهِ فَأخْرجهُ فَكَانَت كلما كَانَت بنت خمسين سنة صَارَت مثل ابْنة ثَلَاثِينَ
حَتَّى عمرت عمر نسرين ألف وسِتمِائَة سنة أَو ألف وَأَرْبَعمِائَة حَتَّى أدْركهَا سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام فَتَزَوجهَا
وَأخرج ابْن إِسْحَق وَابْن أبي حَاتِم عَن عُرْوَة بن الزبير - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: إِن الله حِين أَمر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بالسير ببني إِسْرَائِيل أمره أَن يحْتَمل مَعَه عِظَام يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَأَن لَا يخلفها بِأَرْض مصر وَأَن يسير بهَا حَتَّى يَضَعهَا بِالْأَرْضِ المقدسة فَسَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَمَّن يعرف مَوضِع قَبره فَمَا وجد إِلَّا عجوزاً من بني إِسْرَائِيل فَقَالَت: يَا نَبِي الله إِنِّي أعرف مَكَانَهُ إِن أَنْت أخرجتني مَعَك وَلم تخلفني بِأَرْض مصر دللتك عَلَيْهِ
قَالَ: أفعل
وَقد كَانَ مُوسَى وعد بني إِسْرَائِيل أَن يسير بهم إِذا طلع الْفجْر فَدَعَا ربه أَن يُؤَخر طلوعه حَتَّى يفرغ من أَمر يُوسُف فَفعل
فَخرجت بِهِ الْعَجُوز حَتَّى أرته إِيَّاه فِي نَاحيَة من النّيل فِي المَاء فاستخرجه مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام صندوقاً من مرمر فاحتمله
الْآيَات ١٠٢ - ١٠٦