
القلوب فيحرم العبد الإيمان والهداية.
٢- ذم الاستبكار وأنه سبب كثير من الإجرام.
٣- تقرير أن السحر صاحبه لا يفلح أبداً ولا يفوز بمطلوب ولا ينجو من مرهوب.
٤- الاتهامات الكاذبة من شأن أهل الباطل والظلم والفساد.
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (٧٩) فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (٨٠) فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١) وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢)
شرح الكلمات:
ساحر عليم: أي ذو سحر حقيقي له تأثير عليم بالفن.
ألقوا: أي ارموا في الميدان ما تريدون إلقاءه من ضروب السحر.
إن الله سيبطله: أي يظهر بطلانه أمام النظارة من الناس.
ويحق الله الحق: أي يقرر الحق ويثبته.
بكلماته: أي بأمره إذ يقول للشيء كن فيكون.
المجرمون: أهل الإجرام على أنفسهم وعلى غيرهم وهم الظلمة المفسدون.
معنى الآيات:
ما زال السياق في ذكر قصة موسى بعد قصة نوح عليهما السلام في الآيات السابقة لما غلب موسى فرعون وملأه بالحجة اتهم فرعون موسى وأخاه هارون بأنهما سياسيان يريدان الملك والسيادة على البلاد لا همَّ لهما إلا ذاك وكذب فرعون وهو من الكاذبين وهنا أمر

رجال دولته أن يحضروا له علماء السحر١ ليبارى موسى في السحر فجمع سحرته فقال لهم موسى ﴿ألقوا ما أنتم ملقون﴾ ٢ فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون، فنظر إليه موسى وقال: ﴿ما جئتم٣ به السحر إن الله سيبطله٤ إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولوكره المجرمون﴾ ٥ وألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- للسحر طرق يتعلم بها وله علماء به وتعلمه حرام واستعماله حرام.
٢- حد الساحر القتل لأنه إفساد في الأرض.
٣- جواز المبارزة للعدو والمباراة له إظهاراً للحق وإبطالاً للباطل.
٤- عاقبة الفساد وعمل أصحابه الخراب والدمار.
٥- متى قاوم الحق الباطل انهزم الباطل وانتصر الحق بأمر الله تعالى ووعده الصادق.
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (٨٣) َقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (٨٤) َقَالُواْ عَلَى اللهِ
٢ أي: اطرحوا ما معكم من حبالكم وعصّيكم.
٣ أي: ما أظهرتموه لنا من هذه الحبال والعصي، وقد تراءت وكأنها حيّات وثعابين هو السحر وعلّل لذلك. بقوله إنّ الله سيبطله وعلة أخرى وهو أن الله لا يصلح عمل المفسدين، وإظهار اسم الجلالة في التعليلين: ﴿إن الله سيبطله﴾ ﴿إنّ الله لا يصلح عمله المفسدين﴾ لإلقاء الروع وتربية المهابة في النفوس.
٤ قال ابن عباس رضي الله عنه من أخذ مضجعه من الليل ثم تلا هذه الآية. ﴿ما جئتم به السحر إنّ الله سيبطله إنّ الله لا يصلح عمل المفسدين﴾ لم يضرّه كيد ساحر.
٥ أراد بالمجرمين: فرعون وملأه، وفي الكلام تعريض بهم، وعدل عن وصفهم بالإجرام لأنّه مأمور أن يقول قولاً ليّنأ فاستغنى بالتعريض بدل التصريح.