آيات من القرآن الكريم

قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ

سماع اعتبار، أنه مما لا يقدر عليه إلا عالم قاصد مدبر لهما، وأنه نعمة على العباد بما لهم فيه من الانتفاع والصلاح.
٦٨ - قوله تعالى: ﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا﴾، قال ابن عباس والمفسرون: يعني: زَعَم المشركون أن الملائكة بنات الله (١)، قال الكلبي: نزلت في أهل مكة، وهذه مقالتهم (٢)، ﴿سُبْحَانَهُ﴾ تعظيمًا له وتنزيهًا عما قالوا: ﴿هُوَ الْغَنِيُّ﴾، قال ابن عباس: الغني أن تكون له زوجة أو ولد (٣).
وقوله تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [هذا كقوله: (سبحانه أن يكون (له ولد) (٤) له ما في السموات وما في الأرض)] (٥) [النساء: ١٧١] وقد مر.
قوله: ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ﴾ ما عندكم من (٦) حجة بهذا.
٦٩ - وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾، قال ابن عباس: يريد لا يسعدون (٧).

(١) ذكره عن ابن عباس بنحوه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٤٧، والفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص ٢١٦، وهو قول ابن جرير ١١/ ١٤٠، والسمرقندي ٢/ ١٠٥، والثعلبي ٧/ ٢٠ ب، والبغوي ٤/ ١٤٢ وغيرهم.
(٢) "تنوير المقباس" ص ٢١٦ بنحوه عنه، عن ابن عباس.
(٣) " تنوير المقباس" ص ٢١٦ بنحوه، وذكره من غير نسبة المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٥٤، "الوجيز" ٧/ ١٨٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٤٧.
(٤) ساقط من جميع النسخ عدا (م).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٦) ساقط من (ح) و (ز).
(٧) "تنوير المقباس" ص ٢١٦ بمعناه، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٤٧ دون تعيين القائل.

صفحة رقم 256

قال أهل المعاني: إنهم لا يفلحون وإن اغتروا بطول السلامة والمظاهرة في النعمة، قال الزجاج: هذا وقف التمام (١) (٢)، ثم قال: ﴿مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا﴾ وارتفاعه على أنه خبر ابتداء محذوف، قال الزجاج: يعني: ذلك متاع في الدنيا (٣)، وقال الفراء: ومثله التي في النحل ﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ﴾ (٤)، وقوله: ﴿لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ﴾ [الأحقاف: ٣٥] كله مرفوع بشيء مضمر قبله إما (هو) وإما (ذاك) (٥).
وقال الأخفش: المعنى: لهم متاع (٦) (٧)، وإضمار (لهم) هاهنا أظهر وأكشف للمعنى من إضمار (هو) أو (ذاك)؛ لأنه لم يتقدم ما يضمر أو ما (٨) يشار إليه، والمعنى: لهم متاع في الدنيا يتمتعون به أيامًا يسيرة، ثم إلينا مرجعهم، ودل (٩) على هذا المحذوف ما هو معلوم (١٠) من حالهم.

(١) في (م): (وهذا وقف للتمام)، وما أثبته موافق للمصدر.
(٢) اهـ. كلام الزجاج، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٧.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٧، وعبارة الزجاج: متاع في الدنيا، مرفوع على معنى: ذلك... إلخ.
(٤) الآية ١١٧.
(٥) "معاني القرآن" ١/ ٤٧٢.
(٦) في (ى): (عذاب)، وهو خطأ.
(٧) "الكشف والبيان" ٧/ ٢١ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٦١، ولم يفسر الأخفش هذه الآية في كتابه "معاني القرآن"، وقد فسر الآية رقم (٢٣) من هذه السورة على قراءة الجمهور فقال: وقال: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أي: وذلك متاعُ الحياة الدنيا، أو أراد: متاعكم متاعُ الحياة الدنيا. كتاب "معاني القرآن" له ١/ ٣٧١.
(٨) لفظ: (ما) ساقط من (ى).
(٩) في (ح) و (ز): (وقيل)، وهو خطأ.
(١٠) ساقط من (ح).

صفحة رقم 257
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية