آيات من القرآن الكريم

فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ
ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ

للأصنام؛ كقوله: (يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ)، ولا أحد يقصد قصد عبادة الشيطان، لكنه لما كان الآمر لهم بالعبادة للأصنام صار كأنهم عبدوه، وإن لم يقصدوه بها ويحتمل ما ذكر من الإنكار من الأصنام.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (٢٩) أي: كفى اللَّه القاضي والحاكم بيننا وبينكم أنا لم نأمركم بعبادتنا، وهو العالم بأنا كنا بعبادتكم إيانا غافلين.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠) قيل: عند ذلك، وقيل: يومئذ أي يوم القيامة.
وقوله: (تَبْلُو) أو (تَتْلُو) بالباء والتاء، قيل: تقرأ في الصحف: " ما كتب من أعمالهم " وتبلو بالباء من الابتلاء، يقال: بلوته وابتليته واحد، وخبرته واختبرته أيضًا، وقيل: (تَبْلُو) تجد وتعلم كل نفس ما قدمت من الأعمال وقيل: تجزى كل نفس بما عملت.
وقيل: (تَتْلُو) بالتاء أيضا: تتبع، كل نفس ما قدمت من الأعمال، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ) قيل: ملكهم الحق لأن غيره من الآلهة التي عبدوها قد بطل عنهم وضل في الآخرة.

صفحة رقم 37
تأويلات أهل السنة
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي
تحقيق
مجدي محمد باسلوم
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان
سنة النشر
1426
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية