آيات من القرآن الكريم

سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ
ﮑﮒﮓﮔﮕ

قال ابن عباس (في رواية عطاء: سلام) (١) على أولياء الله، وأهل طاعته (٢).
وقال (٣) الكلبي: كلما لقي الملائكة مؤمنًا أو مؤمنة في ليلة القدر سوا عليه من ربه (٤)، وهذا قول منصور بن زاذان (٥) (٦) (واختيار الفراء (٧)) (٨). ويكون التقدير على هذا: ذات (٩) سلام هي، ثم حذف المضاف، ومعنى ذات سلام: أي فيها سلام الملائكة على المؤمنين.
٥ - وفي قوله: ﴿سَلَامٌ﴾ قول آخر، قال مجاهد: هي سالمة من أن يحدث فيها داء أو غائلة (١٠) (١١).

(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد وردت رواية عن عطاء بمثله في "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧٢.
(٣) في (أ): (قال).
(٤) ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٠، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧٢.
(٥) في (أ): (زيادان).
(٦) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣١ أ، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٩٧.
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٠.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) في (أ): (آت).
(١٠) غائله: أي الداهية، يقال أتى غُوْلاً غائلة؛ أي أمراً منكراً داهياً، والغوائل: الدواهي، وقالوا أيضًا: الغائلة: أي الشر. "لسان العرب" ١١/ ٥٠٧، ٥١٢ (غول، غيل).
(١١) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٤٠ حاشية، وعزاه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، =

صفحة رقم 197

ثم بين أن تلك الليلة بهذه الصفة إلى الصباح فقال:
﴿هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
قال ابن عباس (١)، والمفسرون (٢) (٣): إلى مطلع الفجر.
والمطلع: الطلوع يقول: طلع الفجر طُلُوعًا ومَطلعًا (٤)، ومن قرأ بكسر اللام (٥) فهو اسم لوقت الطلوع، وكذلك مكان الطلوع مطلع. قاله الزجاج (٦).

= ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "شعب الإيمان". وورد بمعناه في "بحر العلوم" ٣/ ٤٩٧، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٣١ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٥، و "زاد المسير" ٨/ ٢٨٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٩٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٨، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧٢.
(١) لم أعثر على مصدر لكتوله.
(٢) في (أ): (وغيره)؛ بدلاً من: (المفسرين).
(٣) قال بذلك قتادة، والكلبي، وابن زيد. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦١، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٨، وبه قال الطبري: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦١، والثعلبي: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣١ أ.
وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩٨.
(٤) وهذا معنى قراءه الفتح، وقد قرأ بها: ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، ويعقوب.
انظر: "كتاب السبعة في القراءت" ص ٦٩٣، و"القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٨٧، و"المبسوط" ٤١٢، و"الحجة" ٦/ ٤٢٧، و"حجة القراءات" ٧٦٨، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٣٨٥، و"تحبير التيسير" ص ٢٠١، و"إتحاف فضلاء البشر" ٤٤٢.
(٥) ممن قرأ بذلك: الكسائي، وروى عبيد عن أبي عمرو، وخلف، المراجع السابقة.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٤٨.

صفحة رقم 198

وأما (١) أبو عبيدة (٢)، والفراء (٣)، وغيرهما (٤)، فإنهم اختاروا فتح اللام، لأنه بمعنى المصدر، وقالوا الكسر: اسم نحو المشرق، ولا معنى لاسم موضع الطلوع هاهنا، وإن حمل على ما ذكره الزجاج من اسم وقت الطلوع صح.
وقال أبو علي: أما الكسر فإن المصَادر التي ينبغي أن يكون على المفعَل ما قد كسر منها كقولهم: قد علاه المكبر، والمعجز، وقوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ (٥) عَنِ الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، فكذلك كَسْر المطِلعِ جاء شاذًا عما عليه (٦) بابه (٧).

(١) في (أ): (أمام).
(٢) "التفسير الكبير" ٣٢/ ٣٧.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٠ - ٢٨١، وقد بين أنه أقوى في العربية؛ لأن المطلع بالفتح هو الطلوع، والمطلع المشرق والموضع الذي تطلع منه؛ إلا أن العرب يقولون: طلعت الشمس مطلِعاً فيكسرون، وهم يريدون المصدر كما تقول: أكرمتك فتجتزئ بالاسم من المصدر.
(٤) كأبي علي في "الحجة" ٦/ ٤٢٧، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦١.
(٥) (يسلونك) في كلا النسختين.
(٦) في (أ): (عليه).
(٧) "الحجة" ٦/ ٤٢٨.

صفحة رقم 199

سورة البينة

صفحة رقم 201
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية