آيات من القرآن الكريم

سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ
ﮑﮒﮓﮔﮕ

(سلام هي) أي ما هي إلا سلامة وخير كلها لا شر فيها، وقيل هي ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن أو مؤمنة، قال مجاهد هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً ولا أذى.
وقال الشعبي هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، يمرون على كل مؤمن ويقولون السلام عليك أيها المؤمن، وقيل يعني سلام الملائكة بعضهم على بعض، وقال عطاء يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته.
وعن ابن عباس في الآية قال في تلك الليلة تصفد مردة الشياطين وتغل عفاريت الجن وتفتح فيها أبواب السماء كلها ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب،

صفحة رقم 324

فلذا قال سلام هي (حتى مطلع الفجر) قال وذلك من غروب الشمس إلى أن يطلع الفجر أي حتى وقت طلوعه.
قرأ الجمهور مطلع بفتح اللام، وقرىء بكسرها فقيل هما لغتان في المصدر، والفتح أكثر نحو المخرج والمقتل، وقيل بالفتح اسم مكان وبالكسر المصدر، وقيل العكس و " حتى " متعلقة بتنزل على أنها غاية لحكم التنزل أي لمكثهم في محل تنزلهم بأن لا ينقطع تنزلهم فوجاً بعد فوج إلى طلوع الفجر وقيل متعلقة بسلام بناءً على أن الفصل بين المصدر ومعموله بالمبتدأ مغتفر.

صفحة رقم 325

سورة لم يكن
تسمى سورة البينة، وسورة المنفكين، وسورة القيامة، وسورة البرية، هي ثمان آيات أو تسع آيات وهي مدنية في قول الجمهور، وقيل مكيّة، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس نزلت بالمدينة، وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: نزلت سورة لم يكن بمكة.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقرأ عليه.
وعن أبي حية البدري قال: " لما نزلت (لم يكن) إلى آخرها قال جبريل يا رسول الله إن الله يأمرك أن تقرئها أبياً فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبيّ " إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة " فقال أبيّ وقد ذُكرت ثَمّ يا رسول الله قال " نعم " فبكى " (١) أخرجه أحمد وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه.
_________
(١) ثَمَّ بفتح الثاء أي هناك وتأمل تجد أنه بكى خشية لله ولم يغتر.

صفحة رقم 327

قيل إن أبياً كان أسرع أخذاً لألفاظ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فأراد بقراءته - صلى الله عليه وآله وسلم -، عليه أن يأخذ ألفاظه ويقرأ كما سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، يقرأ ويعلم غيره.
وعن إسماعيل بن أبي حكيم المزني أحد بني فضل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، يقول: " إن الله يستمع قراءة (لم يكن الذين كفروا) فيقول أبشر عبدي وعزتي وجلالي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى " (١) أخرجه أبو نعيم في المعرفة، قال ابن كثير حديث غريب جداً، وأخرجه أبو موسى المديني عن مطر المزني أو المدني بنحوه.
_________
(١) مسلم ٤/ ١٩١٥.

صفحة رقم 328

بسم الله الرحمن الرحيم

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤)

صفحة رقم 329
فتح البيان في مقاصد القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي
راجعه
عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
الناشر
المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر
سنة النشر
1412
عدد الأجزاء
15
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية