آيات من القرآن الكريم

إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ
ﯘﯙﯚﯛ

تظنك خارجًا، وقوله: ﴿أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ (١) من ذلك (٢).
قال مقاتل: إن رأى نفسه غنيا، وكان موسرًا فطغى فخوفه الله بالرجعة (٣).
٨ - فقال: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾. قال أبو عبيدة: المرجع (٤).
وقال الأخفش: الرجوع (٥).
وكلاهما (٦) مصادر، يقال: رجع إليه يرجع رجوعًا ومرجعًا، ورجعى: مصدر على فُعْلَى (٧).
٩، ١٠ - (قوله تعالى) (٨): ﴿رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾.
يعني: أبا جهل (٩)، قال أبو هريرة: قال أبو جهل: لأن رأيت محمدًا

(١) "معاني القرآن" ٣/ ٢٧٨ بتصرف.
(٢) وقوله مكررة في (أ)، وليس هذا موضعها.
(٣) "الوسيط" ٤/ ٥٢٩.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٠٤، وإليه ذهب ابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٣٣.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) في (ع): (ثلاثيها).
(٧) انظر: "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٦٥: (رجع)، و"لسان العرب" ٨/ ١١٤ (رجع).
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) قال ابن عطية: ولم يختلف أحد من المفسرين في أن الناهي أبو جهل، وأن العبد المصلي: محمد -صلى الله عليه وسلم-. "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٢.
قال ابن حجر: وإنما شدد الأمر في حق أبي جهك دون غيره مما بلغ أذاه ما بلغه أبو جهل، وذلك لأن أبا جهل زاد في التهديد وبدعوى أهل طاعته، وبإرادة وطء العنق الشريف، وفي ذلك من المبالغة ما اقتضى تعجيل العقوبة لو فعل ذلك. "فتح الباري" ٨/ ٧٢٤.

صفحة رقم 173

-صلى الله عليه وسلم- يصلي لأطأن على رقبته، فأنزل الله هذه الآيات (١)

(١) أخرجه سلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يُعفَّرُ محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، ولأعفّرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي -زعم- ليطأ على رقبته، قال: فما فَجِئَهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار، وهولاً، وأجنحة بيديه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لودنا مني لاختطفته الملائكة عُضواً عُضواً". قال: فأنزل الله عز وجل -لا تدري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه-: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ وذكر تمام السورة. ٤/ ٢١٥٤، ح: ٣٨: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: باب ٦.
كما أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٢/ ٣٧٠، والنسائي في تفسيره: ٢/ ٥٣٤ - ٥٣٥، ح: ٧٠٣: سورة اقرأ باسم ربك. وعزاه المزي في "تحفة الأشراف" للنسائي الكبرى ١٠/ ٩٢ ح ١٣٤٣٦ كتاب الملائكة كلاهما بهذا الإسناد. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٣، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٠٦، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٠٨، و"زاد المسير" ٨/ ٢٧٩، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٢٠، و"لباب التأويل" ٤/ ٢٩٤، و"الصحيح المسند" ٢٣٥، و"لباب النقول في أسباب النزول" للسيوطي ص ٢٣٢، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٢٢ أ، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٦٥ وعزاه إلى ابن المنذر، وابن مردويه، وأبو نعيم، والبيهقي، و"دلائل النبوة" ١/ ١٨٩. وممن قال أنها نزلت في أبي جهل: مجاهد، وقتادة، وابن عباس. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٤، وعزاه الوادعي صاحب "الصحيح المسند" إلى ابن عباس بسند صحيح ٢٣٦ بنحوه.
وفيه فأنزل الله: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾ إلى قوله: ﴿كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾. قال ابن عاشور -بعد ما ذكر رواية أبي هريرة في نزول ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾ -: ورواه ابن عباس في نزول ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾ لأن كلاهما في أبي جهل.
ووجه الجمع بين الروايتين أن النازل في أبي جهل بعضه مقصود، وهو ما أوله: =

صفحة رقم 174
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية