آيات من القرآن الكريم

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ
ﭽﭾﭿﮀ ﮂﮃﮄ ﮆﮇ ﮉﮊﮋ ﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮠﮡﮢ ﮤﮥ ﮧﮨﮩ

تفسير سورة «الغاشية»
وهي مكّيّة بإجماع
[سورة الغاشية (٨٨) : الآيات ١ الى ٢]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢)
قال بعض المفسرين: هَلْ بمعنى «قَدْ» وقال الحُذَّاق: هي على بابها توقيفٌ فائِدتُه تَحْرِيكُ نفس السامع إلى تلقّي الخبر، والْغاشِيَةِ القيامة، لأنها تَغْشَى العالَم كلَّه بهَوْلِها، والوجوهُ الخاشعةُ هي وجوهُ الكُفَّارِ وخشوعُها ذلُّها وتغييرُهَا بالعذاب.
[سورة الغاشية (٨٨) : الآيات ٣ الى ١٠]
عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً (٤) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (١٠)
وقوله سبحانه: عامِلَةٌ ناصِبَةٌ قال الحسن وغيره: لم تعملْ للَّهِ في الدنيا فأعْمَلَهَا وأَنْصَبَها في النارِ، والنَّصَبُ التَّعبُ «١»، وقال ابن عباس وغيره: المعنى عاملَةٌ في الدنيا ناصِبَةٌ فِيها على غير هُدًى فَلا ثَمَرَةَ لَعملِها، إلا النَّصَبُ، وخاتمتُه النارُ «٢»، قالوا: والآية في القِسِّيسينَ وكلِّ مجتهدٍ في كُفْرٍ، وقرأ أبو بكر عن عاصم وأبو عمرو «تُصْلَى» - بضم التاءِ والباقونَ بفتحها «٣» - والآنيةُ: التي قد انتَهى حرُّها كما قال تعالى وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن: ٤٤] وقال ابن زيد: آنية: حَاضِرَة «٤»، والضريعُ: قال الحسن وجماعةً: هو الزَّقُّوم «٥»، وقال ابن عباسٍ وغيره: الضريع شبرق النار «٦»، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم الضريع شوك
(١) أخرجه الطبري (١٢/ ٥٥١) (٣٧٠١٠)، وذكره البغوي (٤/ ٤٧٨) بنحوه.
(٢) ذكره البغوي (٤/ ٤٧٨). وذكره ابن عطية (٥/ ٤٧٢).
(٣) ينظر: «السبعة» (٦٨١)، و «الحجة» (٦/ ٣٩٩)، و «إعراب القراءات» (٢/ ٤٦٩)، و «معاني القراءات» (٣/ ١٤٠)، و «شرح الطيبة» (٦/ ١٠٩)، و «العنوان» (٢٠)، و «حجة القراءات» (٧٥٩)، و «شرح شعلة» (٦٢٢)، و «إتحاف» (٢/ ٦٠٥).
(٤) أخرجه الطبري (١٢/ ٥٥٢)، (٣٧٠٢٠)، وذكره ابن عطية (٥/ ٤٧٣)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٥٧٣)، وعزاه لابن جرير، وابن أبي حاتم.
(٥) ذكره ابن عطية (٥/ ٤٧٣)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٥٧٣)، وعزاه لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(٦) أخرجه الطبري (١٢/ ٥٥٢)، (٣٧٠٢١)، وذكره البغوي (٤/ ٤٧٨)، وابن عطية (٥/ ٤٧٣)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٥٧٣)، وعزاه لعبد بن حميد عن ابن عبّاس.

صفحة رقم 582
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
تحقيق
عادل أحمد عبد الموجود
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
سنة النشر
1418
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية