خلال مطالعتي لكتاب الله العزيز وقفت عند آية كريمة في قوله : أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ .
وما الحكمة من تقديم الإبل ، وما هي الميزة التي تميز بها الإبل عن سائر الحيوانات ، فنحن نعلم أن السماء قد رفعها الله - وهذا شيء عظيم - بدون أعمدة ، فما هو السر في هذا الحيوان ؟
استفسار عن الآية الكريمة: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ؟
ج: المقصود أن الله جل وعلا يحث عباده على النظر في خلق مخلوقاته ، لما فيها من العبر والدلائل، على قدرته العظيمة، وأنه رب العالمين، وأنه مستحق للعبادة، ولهذا يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ هذه الإبل التي جعلها الله للناس، متاعًا ليحملوا عليها أثقالهم، ويأكلوا من لحومها، ويشربوا من ألبانها، ويوقدوا من بعرها، ويستمتعوا بجلودها، ولهم فيها منافع كثيرة، وعليها وعلى الفلك تحملون، كما قال جل وعلا: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ .
فهي آية، والإبل مخلوق عظيم فيه منافع كثيرة ، فالله يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . يعني وما فيها من المنافع العظيمة، والعِبَر في خلقتها وفي منافعها، وإلى الجبال كيف نصبت، هذه الجبال العظيمة، وما فيها من الآيات والعبر كلها من آياته العظيمة التي خلقها لعباده ليعتبروا، وهكذا السماء كيف رُفِعت، هذه السماء فوقنا، زينها الله بالنجوم وبالشمس والقمر ، وهكذا الأرض كيف سطحت بسطها لعباده، فهذه آيات أربع، الإبل كيف خلقت؟ وإلى السماء كيف رفعت؟ وإلى الجبال كيف نصبت؟ وإلى الأرض كيف سطحت؟