
١ - ﴿الأَنفَالِ﴾ الغنائم، أو [أنفال] السرايا التي تتقدم أمير الجيش، أو ما شذْ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال من عبد أو دابة، أو خمس الفيء والغنائم الذي لأهل الخمس، أو الزيادة يزيدها الإمام لبعض الجيش لما يراه من الصلاح، والنفل: العطية، والنوفل: الكثير العطايا، أو النفل: الزيادة من الخير ومنه صلاة النافلة، سألوا عن الأنفال لجهلهم بِحِلها لأنها كانت حراماً على الأمم فنزلت، أو نزلت فيمن شهد بدراً من المهاجرين والأنصار [واختلفوا] وكانوا
صفحة رقم 522
أثلاثاً فملكها الله - تعالى - رسوله ﷺ فقسمها كما أراه، أو لما قتل سعد بن أبي وقاص سعيد بن أبي العاص يوم بدر وأخذ سيفه وقال: / للرسول ﷺ هبه لي فقال: اطرحه في القبض فشقّ عليه فنزلت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اذهب فخذ سيفك، أو قال الرسول ﷺ يوم بدر مَن صنع كذا فله كذا وكذا فسارع الشبان
صفحة رقم 523
وبقي الشيوخ تحت الرايات فلما فُتح عليهم طلبوا ما جعل لهم، فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءاً لكم، فنزلت، وهي محكمة، أو منسوخة بقوله - تعالى - ﴿واعلموا أن ما غنمتم﴾ [٤١] ﴿الأنفال لله﴾ مع الدنيا والآخرة وللرسول ﷺ يضعها حيث أُمر. ﴿وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ برد أهل القوة على أهل الضعف، أو بالتسليم لله - تعالى - ورسوله ﷺ ليحكما في الغنيمة بما شاءا. ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون (٢) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (٣) أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم (٤) ﴾
صفحة رقم 524