آيات من القرآن الكريم

لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا
ﮒﮓﮔﮕﮖ ﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯ ﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟ ﯡﯢ ﯤﯥﯦﯧﯨ ﯪﯫﯬ ﯮﯯﯰﯱ ﯳﯴﯵﯶﯷ

﴿ إنّ يومَ الفصلِ ﴾ يعني يوم القيامة، سمي بذلك لأنه يفصل فيه الحكم بين الأولين والآخرين والمثابين والمعاقبين.
﴿ كانَ مِيقاتاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ميعاداً للإجتماع.
والثاني : وقتاً للثواب والعقاب.
﴿ وسُيِّرتِ الجبالُ فكانتْ سَراباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : سُيّرت أي أزيلت عن مواضعها.
الثاني : نسفت من أصولها.
« فكانت سراباً » فيه وجهان :
أحدهما : فكانت هباءً.
الثاني : كالسراب لا يحصل منه شيء كالذي يرى السراب يظنه ماء وليس بماء.
﴿ إنّ جهنّمَ كانت مِرْصاداً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني أنها راصدة فجازتهم بأعمالهم، قاله أبو سنان.
الثاني : أن على النار رصداً، لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز عليه، فمن جاء بجواز جاز، ومن لم يجىء بجواز لم يجز، قاله الحسن.
الثالث : أن المرصاد وعيد أوعد الله به الكفار، قاله قتادة.
﴿ للطّاغينَ مَآباً ﴾ فيه قولان :
أحدهما : مرجعاً ومنقلباً، قاله السدي.
الثاني : مأولى ومنزلاً، قاله قتادة.
والمراد بالطاغين من طغى في دينه بالكفر أو في دنياه بالظلم.
﴿ لابِثينَ فيها أَحْقاباً ﴾ يعني كلما مضى حقب جاء حقب وكذلك إلى الأبد واختلفوا في مدة الحقب على سبعة أقاويل :
أحدها : ثمانون سنة، قاله أبو هريرة.
الثاني : أربعون سنة، قاله ابن عمر.
الثالث : سبعون سنة، قاله السدي.
الرابع : أنه ألف شهر، رواه أبو أمامة مرفوعاً.
الخامس : ثلاثمائة سنة، قاله بشير بن كعب.
السادس : سبعون ألف سنة، قاله الحسن.
السابع : أنه دهر طويل غير محدود، قاله قطرب.
وفي تعليق لبثهم بالأحقاب قولان :
أحدهما : أنه على وجه التكثير، كلما مضت أحقاب جاءَت بعدها أحقاب، وليس ذلك بحد لخلودهم في النار.
الثاني : أن ذلك حد لعذابهم بالحميم والغسّاق، فإذا انقضت الأحقاب عذبوا بغير ذلك من العذاب.
﴿ لا يَذُوقونَ فيها بَرداً ولا شَراباً ﴾ في البرد ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه برد الماء، وبرد الهواء، وهو قول كثير من المفسرين.
الثاني : أنه الراحة، قاله قتادة.
الثالث : أنه النوم، قاله مجاهد والسدي وأبو عبيدة.
وأنشد قول الكندي :

بَرَدَتْ مَراشِفُها علىَّ فَصَدَّني عنها وعن تَقْبيلِها البَرْدُ
يعني النوم.
والشراب ها هنا : العذاب.
ويحتمل أن يريد بالشراب الري، لأن الشراب يروي وهم فيها عطاش أبداً.
﴿ إلاّ حَميماً وغَسّاقاً ﴾ أما الحميم ففيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الحارّ الذي يحرق، قاله ابن عباس.
الثاني : دموع أعينهم في النار تجتمع في حياض في النار فيُسقونْه، قاله ابن زيد.
الثالث : أنه نوع من الشراب لأهل النار، قاله السدي. وأما الغسّاق ففيه أربعة أقاويل :
أحدهاك أنه القيح الغليظ، قاله ابن عمر.

صفحة رقم 373

الثاني : أنه الزمهرير البارد الذي يحرق من برده، قاله ابن عباس.
الثالث : أنه صديد أهل النار، قاله قتادة.
الرابع : أنه المنتن باللغة الطحاوية، قاله ابن زيد.
﴿ جزاءً وِفاقاً ﴾ وهو جمع وفق، قال أهل التأويل : وافق سوءُ الجزاء سوءَ العمل.
﴿ إنهم كانوا لا يَرْجُونَ حِساباً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً، قاله ابن عباس.
الثاني : لا يخافون وعيد الله بحسابهم ومجازاتهم، وهذا معنى قول قتادة.
﴿ وكذّبوا بآياتِنا كِذّاباً ﴾ يعني بآيات القرآن، وفي « كِذّاباً » وجهان :
أحدهما : أنه الكذب الكثير.
الثاني : تكذيب بعضهم لبعض، ومنه قول الشاعر :

فَصَدَقْتُها وَكَذَبْتُها والمرءُ يَنْفعُهُ كِذابُهْ
وهي لغة يمانية.

صفحة رقم 374
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية