آيات من القرآن الكريم

أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ
ﯪﯫﯬ ﯮﯯﯰ ﯲﯳﯴ ﯶﯷﯸ ﭑﭒﭓﭔﭕ ﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞ ﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦ ﭨﭩﭪﭫ ﭭﭮ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭸﭹﭺ

- ١٦ - أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ
- ١٧ - ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ
- ١٨ - كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ
- ١٩ - وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
- ٢٠ - أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَاءٍ مَهِينٍ
- ٢١ - فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
- ٢٢ - إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ
- ٢٣ - فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ
- ٢٤ - وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
- ٢٥ - أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً
- ٢٦ - أَحْيَآءً وَأَمْواتاً
- ٢٧ - وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً
- ٢٨ - وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
يَقُولُ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الأولين﴾ يعني الْمُكَذِّبِينَ لِلرُّسُلِ الْمُخَالِفِينَ لِمَا جَاءُوهُمْ بِهِ، ﴿ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾ أَيْ مِمَّنْ أَشْبَهَهُمْ، وَلِهَذَا قَالَ تعالى: ﴿كَذَلِكَ نَفْعَلُ بالمجرمين * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾، ثم قال تعالى مُمْتَنًّا عَلَى خَلْقِهِ وَمُحْتَجًّا عَلَى الْإِعَادَةِ بِالْبُدَاءَةِ: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ﴾ أَيْ ضَعِيفٍ حقير بالنسبة إلى قدرة الباري عزَّ وجلَّ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ يس: «ابْنَ آدَمَ أنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مثل هذه؟» (أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه). {فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ

صفحة رقم 587

مَّكِينٍ} يعني جمعناه في الرحم، وهو حَافِظٌ لِمَا أُوْدِعَ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ يَعْنِي إِلَى مُدَّةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ أَوْ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ، وَلِهَذَا قال تعالى: ﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾، ثُمَّ قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَآءً وَأَمْواتاً﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: يُكْفَتُ الْمَيِّتُ فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ، وقال الشعبي: بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم، ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ﴾ يعني الجبال رسى بِهَا الْأَرْضَ لِئَلَّا تَمِيدَ وَتَضْطَرِبَ، ﴿وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً﴾ أي عَذْبًا زُلَالًا مِنَ السَّحَابِ، أَوْ مِمَّا أَنْبَعَهُ مِنْ عُيُونِ الْأَرْضِ، ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ أَيْ وَيْلٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ، الدَّالَّةَ عَلَى عَظَمَةِ خَالِقِهَا، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا يَسْتَمِرُّ عَلَى تكذيبه وكفره.

صفحة رقم 588
مختصر تفسير ابن كثير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد علي بن الشيخ جميل الصابوني الحلبي
الناشر
دار القرآن الكريم، بيروت - لبنان
سنة النشر
1402 - 1981
الطبعة
السابعة
عدد الأجزاء
3
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية