آيات من القرآن الكريم

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا
ﰅﰆﰇﰈﰉﰊ

وقال أبو قلابة (١)، وإبراهيم (٢): يؤتون بالطعام والشراب، فإذا كان في آخر ذلك، أوتوا بالشراب الطاهر، فيشربون، فتضمر بذلك بطونهم، ويفيض عرق من جلودهم مثل ريح المسك. وعلى قول هؤلاء: المراد بالطهور المطهر؛ لأنه يطهرهم مما ذكروا.
فقال:.. (٣) ﴿إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً﴾ أن يقال لهم: إن هذا، يعني (٤) ما وصف من نعيم الجنة، كان لكم جزاء بأعمالكم.
﴿وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا﴾ قال ابن عباس: يريد أني قبلت اليسير من أعمالكم (٥)، وشكرتكم عليه، وأثبتكم أفضل الثواب وأعظمه (٦).
٢٣ - قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (٢٣)﴾ قال الكلبي: السورة، والآية، والآيتين لم تنزل جملة واحدة كما نزل سائر الكتب (٧)، وهذا معنى قول مقاتل (٨).

(١) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٨ بنحوه، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٣ بنحوه، وبمعناه في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣٠ - ٤٣١، "والمحرر الوجيز" ٥/ ٤١٤، "زاد المسير" ٨/ ١٥٠، "التفسير الكبير" ٣/ ٢٥٤، وبمعناه في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٥، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٧ وعزاه إلى ابن المنذر، و"فتح القدير" ٥/ ٣٥٢.
(٢) ورد معنى قوله في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣٠ - ٤٣١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤١٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٥، "فتح القدير" ٥/ ٣٥٢.
(٣) بياض في (ع)، ولا يوجد له ذكر في (أ).
(٤) قوله: إن هذا يعني: بياض في (ع).
(٥) قول: اليسير من أعمالكم: بياض في (ع).
(٦) بياض في (ع). وانظر بمعناه في: "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٥٥.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٢٢/ ب، ولقد ورد عن ابن عباس معنى ذلك، قال: أنزل القرآن متفرقًا؛ آية بعد آية، ولم ينزل جملة واحدة. "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١.

صفحة رقم 57

﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ (١) مفسر في مواضع (٢).
﴿وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ﴾ يعني: من مشركي مكة.
﴿آثِمًا﴾ يعني: عتبة بن ربيعة، قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ارجع عن هذا (٣) الأمر، وأزوجك ولدي، فإني من أجمل قريش ولدًا (٤).
وقوله: ﴿أَوْ كَفُورًا﴾ يعني الوليد بن المغيرة، قال: وأنا (٥) أعطيك من المال حتى ترضى، فإني من أكثرهم (٦) مالاً، (قاله الكلبي (٧)، ومقاتل) (٨) (٩).
قال الفراء: (أو) هاهنا بمنزلة (لا)، وأنشد (١٠)، فقال:

(١) قوله تعالى: لحكم ربك: بياض في (ع).
(٢) من هذه المواضع: سورة الطور: ٤٨، سورة القلم: ٤٨. ومما جاء في تفسير قوله: "فاصبر لحكم ربك" من سورة القلم: ٤٨: "أي اصبر على الأذى لقضاء ربك الذي هو آت".
(٣) في (أ): هذه.
(٤) قال بذلك مقاتل، انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٧، "الوسيط" ٤/ ٤٠٦ مختصرًا جدًا.
(٥) في (أ): فأنا.
(٦) في (أ): أكثريهم.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٢٢/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٧، ورد عنه مختصرًا في كليهما.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) البيت لمالك بن عمرو القُضاعي، أو مالك بن حُريم، أو ابن رعك الغساني، أو الخنساء. انظر شرح أبيات "معاني القرآن" ٢٢١، وعزاه المبرد إلى مالك بن عمرو في: "الكامل" ٢/ ٨٦، والأمالي لأبي علي القالي: ٢/ ١٢٣ وعزاه إلى مالك بن حريم في مقتل أخيه سماك، ولم أجده في ديوان الخنساء.

صفحة رقم 58

لا وَجْدُ ثَكْلى كما وَجِدْتُ ولا وَجْدُ عَجُوز أضلها رُبَعُ
أوْ وَجْدُ شيخ أضَلَّ ناقَتَه يَوْمَ توافي الحَجيجُ فاندفعوا (١)
أراد ولا وجد شيخ (أضل ناقته) (٢) قال (٣) وقد يجوز في العربية: لا تطيعن (٤) منهم من أثم، أو كفر، فيكون المعنى في: (أو) قريبًا من معنى (الواو) كقولك للرجل: لأعطينك سألت، أو سكتَّ، معناه: لأعطينك على كل حال (٥). هذا كلامه، وعلى هذا يتجه قول قتادة: إن أبا جهل قال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأن على عنقه، فأنزل الله: ﴿وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ (٦) يعني أبا جهل.
وقال الزجاج: (أو) هاهنا أوكد من (الواو)؛ لأنك إذا قلت: لا تطع
(١) ورد البيتان في: شرح أبيات "معاني الفراء" ٢٢١، "الكامل" ٢/ ٨٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ١٣/ ٢١/ ب، الأضداد: لابن الأنباري: ٢٨٢، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري: ٢/ ٧٩، وورد البيت الأول منسوبًا إلى ابن رعلاء الغساني، ط/ ٢، "إيضاح الوقف والابتداء" ١/ ٤٤٢، الأمالي: ٢/ ١٢٣، وكلها برواية "عجول" بدلًا من: "عجوز". موضع الشاهد: "أو وجد شيخ"، أراد: ولا وجد شيخ، فقد ذكر بعض النحويين أن "أو" تأتي بمعنى: "لا". انظر شرح أبيات "معاني القرآن" ٢٢١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٣) أي الفراء.
(٤) في (أ): يطعن.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٩ - ٢٢٠ بتصرف.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٩، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ١٣: ٢١/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٨ وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.

صفحة رقم 59

زيدًا وعمرًا (١)، فأطاع أحدهما كان غير عاصٍ؛ لأنه أمره (٢) أن لا يطيع الاثنين، فإذا قال: ولا تطع آثمًا أو كفورًا (٣)، دلت (أو) على كل واحد منهما أهل أن يعصى، كما أنك (٤) إذا قلت: لا تخالف الحسن أو ابن سيرين، فقد قلت: هذان (٥) أهل أن يُتَّبَعا، وكل واحد منهما أهل أن يتبع، وقد ذكرنا (٦) هذا مستقصى عند قوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾ [البقرة: ١٩] (٧).
قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ أي اذكره بالتوحيد في الصلاة.
﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ يعني صلاة الفجر، والظهر، والعصر. قاله

(١) في (ع): عمروًا.
(٢) بياض في (ع).
(٣) بياض في (ع).
(٤) بياض في (ع).
(٥) قوله: فقد قلت هذان: بياض في (ع).
(٦) بياض في (ع).
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٦٣. وقد خالف البصريون ما ذهب إليه الكوفيون كالفراء والزجاج من أن "أو" لا تكون بمعنى الواو، ولا بمعنى: "بل" بخلاف الكوفيين الذين استدلوا على صحة معنى "أو" "واو"، أو بمعنى: "بل" بهذه الآية، "أو كفورًا"، وقد رد البصريون هذا الاستدلال بقولهم: وأما قول الله تعالى: "ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا" فلا حجة لهم فيه؛ لأن "أو" فيها للإباحة، أي قد أبحتك كل واحد منهما كيف شئت، كما تقول في الأمر: جالس الحسن وابن سيرين، أي قد أبحتك مجالسة كل واحد منهما كيف شئت، والمنع بمنزلة الإباحة، فكما أنه لا يمتنع من شيء أبحته له، فكذلك لا يُقدم على شيء نهيته عنه. انظر: "الإنصاف" في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين: لأبي البركات الأنباري: ٢/ ٤٧٩ - ٤٨٣. وانظر كتاب "حروف المعاني" للزجاجي: ٥٠ - ٥١. من هذا التحقيق يتبين أن الإمام الواحدي لا يعتنق مذهبًا كوفيًا أو بصريًا؛ بل إنه يؤيد ما يراه صوابًا من أحد المذهبين، والله أعلم.

صفحة رقم 60

عطاء (١)، (والكلبي) (٢) (٣)، ومقاتل (٤).
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ﴾ يعني فصلِّ له المغرب، والعشاء.
﴿وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا﴾ قال مقاتل: يعني التطوع، يقول: وصل لله طويلًا (٥)، يعني التطوع بعد المكتوبة، (وهو قول الكلبي (٦)) (٧).
وقال عطاء: يريد أن صلاة الليل فريضة عليك يا محمد (٨).
والقول هو الأول؛ لأنه كان لا يجب عليه أن يصلي جميع الليل.
ثم ذكر كفار مكة، فقال: (قوله تعالى) (٩): ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (٢٧)﴾.
قال ابن عباس (١٠)، (والكلبي (١١) (١٢)، ومقاتل (١٣): أمامهم،

(١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد في: "الوسيط" بنحوه من غير عزو: ٤/ ٤٠٦.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٢٢/ ب، قال: إذا صليت صلاة الغداة، وهو بكرة وأصيلًا إذا أمسيت وصليت صلاة المغرب.
(٥) بمعناه في: "تفسير مقاتل" ٢٢٢/ ب، وفي "الوسيط" من غير عزو: ٤/ ٤٠٦.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله. وقد ورد بمثله في: "الوسيط" ٤/ ٤٠٦ من غير عزو.
(١١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٣) "تفسير مقاتل" ٢٢٢/ ب.

صفحة رقم 61

كقوله: ﴿مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ﴾ [الجاثية: ١٠] ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ﴾ [الكهف: ٧٩].
﴿يَوْمًا ثَقِيلًا﴾ عسيرًا، شديدًا، كما قال: ﴿ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: ١٨٧].
(ومعنى) (١): ﴿وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ﴾ أي يتركونه، فلا يؤمنون به، ولا يعلمون، ولا يهتمون لوقوعه، فقد تركوه من كل وجه.
ثم ذكر دلالة قدرته، فقال: ﴿نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾ قال ابن عباس: خلقهم (٢)، وهو قول مقاتل (٣)، ومجاهد (٤)، (وقتادة (٥)، والفراء (٦)، والزجاج (٧)) (٨).
قال الفراء: الأسر: الخَلْق، يقال: لقد أسِر هذا الرجل أحسنَ

(١) ساقطة من (أ).
(٢) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٦، "الكشف والبيان" ١٣: ٢٢/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ١٧٣، "زاد المسير" ٨/ ١٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٩، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٨.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٢٣/ أ، المراجع السابقة عدا جامع البيان، والنكت والعيون، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١.
(٤) المراجع السابقة جميعها.
(٥) المراجع السابقة إضافة إلى "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٩، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٩ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٢٠.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٦٣ بمثله، وأضاف قائلاً: جاء في التفسير أيضًا: مفاصِلُهُم.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).

صفحة رقم 62

الأسر، كقوله: أحسن الخلق (١).
وقال أبو عبيدة: أسرهم: شدة الخَلْق، يقال: فرس شديد الأسر، وأنشد لبشر (بن أبي خازم) (٢)، (فقال) (٣):

شديد الأسر يحمل أريحيًا أخا ثقة إذا الحدثان نابا (٤)
قال: وكل شيء شددته من غَبيطٍ (٥)، أو قتبٍ (٦)، فهو مأسور (٧).
وقال المبرد: (الأسر: القوى كلها، وأصله عند العرب: القِدُّ (٨) الذي يشد به الأقتاب، ويقال للقتب: المأسور، ومنه قول الشاعر:
واسْتَدْفَأ الكَلْبُ بالمأسُورِ ذِي الذِّئْبِ (٩)) (١٠)
يقول من شدة البرد استدفأ الكلب بالقتب.
(١) "معاني القرآن" ٣/ ٢٢٠ بيسير من التصرف.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ساقط من (ع).
(٤) ورد البيت في: "منتهى الطلب من أشعار العرب" لابن ميمون: ١/ ١٥٦.
(٥) غبيط: هو المركب، قال الأزهري: ويقبب بشجار ويكون للحرائر. انظر: "تهذيب اللغة" ٨/ ٦٢ (غبط)، "لسان العرب" ٧/ ٣٦١ (غبط).
(٦) القِتْب: والقَتَب: إكاف البعير، والقِتْب: بالكسر: جميع أداة السانية من أعلافها، وحبالها، والجمع أقتاب انظر: "لسان العرب" ١/ ٦٦٠ - ٦٦١: مادة: (قتب).
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٨٠ إلا أنه لم يذكر بيت الشعر.
(٨) القِدُّ: السير الذي يُقّدُّ من الجلد غير مدبوغ. انظر مادة: (قد) في: "معجم مقاييس اللغة" ٥/ ٦، "لسان العرب" ٣/ ٣٤٤.
(٩) الشطر الأول منه:
فَأيُّ حَيٍّ إذا هَبَّتْ شَآميَّةً
وقد ورد في الكامل ٢/ ٩٦٤ غير منسوب. ومعنى المأسور: القتب.
(١٠) ما بين القوسين من قول المبرد، نقله عنه الإمام الواحدي بتصرف.

صفحة رقم 63

وقال الليث: الأسر: قوة المفاصل، والأوصال، وشد الله أسره (فلان) (١) أي قوة (٢) (فلان) (٣)، وكل شيئين جمع طرفاهما (٤)، فشد (٥) أحدهما بالآخر فقد أسر (٦).
(وذكرنا هذا مستقيم عند ذكر الأسارى (٧)) (٨).
وقال الحسن (في هذه الآية) (٩) يعني: أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب (١٠) (١١).
وهو (معنى) (١٢) قول من قال: هي المفاصل (١٣).

(١) ساقطة من (أ).
(٢) في (أ): قوته.
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) في (ع). صرفاهما.
(٥) بياض في (ع).
(٦) لم أعثر على قول الليث في: "التهذيب".
(٧) راجع تفسير سورة البقرة: ٨٥.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) ما بين القوسين بياض في (أ).
(١٠) العَصَب: عصب الإنسان والدابة، والأعصاب: أطناب المفاصل تلائم بينها وتشدها. "لسان العرب" ١/ ٦٠٢: مادة: (عصب).
(١١) "الكشف والبيان" ١٣/ ٢٢/ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "زاد المسير" ٨/ ١٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٩.
(١٢) ساقطة من (أ).
(١٣) وهو قول أبي هريرة كما في: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٦، والحسن والربيع أيضًا. انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ٢٢/ أ، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٨ وعزاه إلى عبد بن حميد. وانظر: "تفسير الحسن" ٢/ ٣٨٦.

صفحة رقم 64

وروي عن مجاهد: أنه قال في تفسير الأسر: الشَّرَج (١): (يعني موضعي مَصَرَّتَي البول والغائط، إذا خرج الأذى تقَبَّضَتا (٢)) (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا﴾ أي إذا شئنا أهلكناهم، وأتينا بأشباههم، فجعلناهم بدلاً منهم (٤).
وهذا كقوله: ﴿عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ﴾. [الواقعة: ٦١]
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ﴾ مفسرة في سورة المزمل (٥).
﴿وَمَا تَشَاءُونَ﴾ أي الطاعة، والاستقامة اتخاذ السبيل المذكور في قوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾ [الإنسان: ٢٩].
﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ قال ابن عباس: يريد شيئًا من الخير إلا أن يشاء الله ذلك (٦) لكم (٧).
وقال أبو إسحاق: أي لستم تشاؤون إلا بمشيئة الله (٨).
قوله (تعالى) (٩): ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ (قال عطاء) (١٠): يعني

(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ٢٢/ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٤٩.
(٢) بياض في (ع).
(٣) ما بين القوسين من قول ابن الأعرابي بنصه. انظر مادة: (أسر) في: "تهذيب اللغة" ١٣/ ٦١، "لسان العرب" ٤/ ١٩.
(٤) قوله: بدلًا منهم. بياض في (ع).
(٥) سورة المزمل: ١٩.
(٦) بياض في (ع).
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٦٤ بنصه.
(٩) ساقطة من (ع).
(١٠) ساقطة من (أ).

صفحة رقم 65

من صدّق نبيه أدخله جنته (١).
وقال مقاتل: يعني في دينه الإسلام (٢).
﴿وَالظَّالِمِينَ﴾ يعني المشركين من كفار مكة.
قال أبو إسحاق: نصب (الظالمين)؛ لأن قبله منصوبًا. المعنى: يدخل من يشاء في رحمته، ويعذبُ الظالمين، ويكون (أعدَّ لهم عذابًا أليمًا)، تفسيرًا لهذا المضمر قال: والاختيار في الظالمين: النصب (٣)، وإن كان الرفع جائزًا (٤)؛ لأن الاختيار عند النحويين أن تقول: أعطيت زيدًا، وعمرًا (٥) أعددت له بِرًا، فيختارون النصب على معنى: وبَرَرْتُ عمرًا (٦)، (أو أبَرُّ عمرًا) (٧).
وأما قوله في: ﴿حم عسق﴾ ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ﴾ (٨)

(١) "الوسيط" ٤/ ٤٠٦.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) وهي قراءة عامة القراء. انظر: "بحر العلوم" ٣/ ٤٣٣.
(٤) وقرأ: عبد الله بن الزبير، وأبان بن عثمان، وأبو العالية، وأبو الجوزاء، وابن أبي عبلة: بالوا، أي: "والظالمون أعد". انظر: "المحتسب" لابن جني: ٢/ ٢٤٤، "الكشف والبيان" ١٣: ٢٢/ ب، "زاد المسير" ٨/ ١٥١. وهي قراءة شاذة لعدم صحة سندها؛ ولعدم ذكرها في كتب القراءات المتواترة، ولقراءة من اشتهر بقراءة الشواذ كـ: أبان بن عثمان، وابن أبي عبلة. وعليه لا تكون القراءة بالرفع جائزة، وإن كانت جائزة في العربية عند النحويين.
(٥) في (ع): عمروًا.
(٦) في (ع): عمروا.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ)، وقد ورد في (ع): عمروًا، فأثبت عمرًا ليوافق ما قبله من الأمثلة
(٨) في (أ): الظالمين، وغير مقروءة في (ع).

صفحة رقم 66

[الشورى: ٨] فإنما (١) ارتفع؛ لأنه لم يذكر بعده فعل يقع عليه، فينصبه في المعنى، ولم يجز أن يعطف على المنصوب قبله، وارتفع بالابتداء، وهاهنا قوله: ﴿أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا﴾ يدل على: ويعذب، فجاز أن ينتصب (٢).

(١) في (أ): فإنها.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٦٤ بتصرف.

صفحة رقم 67

سورة المرسلات

صفحة رقم 69
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية