آيات من القرآن الكريم

فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ
ﮪﮫ ﮭﮮ ﮰﮱ ﯔﯕ ﯗﯘ ﯚﯛﯜ ﯞﯟ ﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩ ﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳ ﯵﯶﯷﯸ ﯺﯻ ﯽﯾﯿ ﰁﰂﰃﰄ ﰆﰇﰈﰉﰊﰋ ﰍﰎ ﰐﰑﰒ ﭑﭒﭓ ﭕﭖﭗﭘ ﭚﭛ ﭝﭞﭟ ﭡﭢﭣ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳ ﭵﭶﭷﭸ ﭺﭻﭼﭽ ﭿﮀ ﮂﮃﮄ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯥﯦ ﯨﯩﯪ ﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲ ﯴﯵ ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯿﰀﰁﰂﰃ ﰅﰆﰇ ﰉﰊﰋ ﰍﰎ ﰐﰑﰒﰓ ﰕﰖﰗﰘﰙ ﰛﰜﰝﰞ ﰠﰡﰢﰣ ﰥﰦﰧﰨ ﰪﰫﰬ ﭑﭒﭓﭔ ﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞ ﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭵﭶﭷ ﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ

لَمَّا بَشره في السورة بإنزال القرآن عليه، وذكر ما يترتب عليه، أمره بإنذار الكفار وتهديدهم بما يؤلون إليه فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ ﴾: المتدثر المتلفف بالثياب عند نزول الوحي خوفا، والدثار ما فوق الشعار، وهو ما يلي الجسد ﴿ قُمْ ﴾: قيام جد ﴿ فَأَنذِرْ ﴾: الكفار ﴿ وَ ﴾: أما ﴿ رَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: خصصه بالكبرياء ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾: عن النجاسة، أو قصِّر، أو أصلح أخلاقك ﴿ وَٱلرُّجْزَ ﴾: بالكسر أي: العذاب أي: موجبة وبالضم هو أو الأوثان ﴿ فَٱهْجُرْ ﴾: دم على هجرته ﴿ وَلاَ تَمْنُن ﴾: تعط وأنت ﴿ تَسْتَكْثِرُ ﴾: أي: تطلب أكثريته وهذا من خصائصه، وقيل: مطلق العوض ﴿ وَلِرَبِّكَ ﴾ أي: لتكاليفه ﴿ فَٱصْبِرْ * فَإِذَا نُقِرَ ﴾: نفخ ﴿ فِي ٱلنَّاقُورِ ﴾: أي: الصور ثانية ﴿ فَذَلِكَ ﴾: الوقت ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: بدل منه ﴿ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾: لا على المؤمنين ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ ﴾: خلقته ﴿ وَحِيداً ﴾: بلا أهل ومال، يعني: وليد بن المغيرة ﴿ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً ﴾: مبسوطات ﴿ وَبَنِينَ ﴾: عشرة ﴿ شُهُوداً ﴾: حاضرين لاستغنائهم عن السفر والتجارة ﴿ وَمَهَّدتُّ ﴾: بسطتُّ ﴿ لَهُ ﴾: في النّعم ﴿ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ﴾: على ذلك ﴿ كَلاَّ ﴾: ردع عن طمعه ﴿ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا ﴾: القرآن ﴿ عَنِيداً ﴾: معاندا، ثم ما زال بعد نزولها ينقص ماله حتى هلك ﴿ سَأُرْهِقُهُ ﴾: أكلفه ﴿ صَعُوداً ﴾: عقبة شاقة المصعد، وهو مثل في الشدائد، أو جبل في النار يكلف صعوده دائما عليه، إذا وضع يده ورجله عليه ذابتها، وإذا رفعهما عادتا ﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ ﴾: فيما تخيل طعنا في القرآن ﴿ وَقَدَّرَ ﴾: من نفسه بالقول فيه ﴿ فَقُتِلَ ﴾ لعن ﴿ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾ ما لا يصح تقديره ﴿ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ ﴾: في آمر القرآن ﴿ ثُمَّ عَبَسَ ﴾: قبض وجهه لما لم يجد فيه طعنا ﴿ وَبَسَرَ ﴾: زاد عبوسه ﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ ﴾: عن الحق ﴿ وَٱسْتَكْبَرَ ﴾: عنه، ولما سمع القرآن وأعجبه ومدحه خاف قرش إسلامه، فبالغوا معه أن يطعن فيه، وكان أشعرهم ﴿ فَقَالَ إِنْ ﴾ ما ﴿ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾: ينقل عن السحرة، إذ به يفرقه بين الأقرباء فإنَّ من آمن به ترك أقاربه ﴿ إِنْ ﴾: أي: ما ﴿ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ ﴾: أدخله ﴿ سَقَرَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴾: كما مر ﴿ لاَ تُبْقِي ﴾: شيئا يلقى فيها إلا أحرقته ﴿ وَلاَ تَذَرُ ﴾: بعد إحراقه، بل كلما نضجت جلودهم إلى آخره ﴿ لَوَّاحَةٌ ﴾: مسودة ﴿ لِّلْبَشَرِ ﴾ أي: للإنس من الكفرة، أو جمع بشرة، بلي ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾: ملكا أعيهم كالبرق، وأنيابهم كالصياصي، وأشعارهم تمس أقدامهم، يخرج لهب النار من أفواههم، قيل: سر عددهم أن الساعات أربع وعشرون، خمسة منها للصلوات الخمس وتسعة عشر لغيرها، أو لأن اختلاف نفوسنا بسبب القوى الحيوانية الإثنا عشرة أي: الحواس والشهوية، والغضبية وبالطبيعية السبع العادية والنامية والمولدة، وخدامها أي: الجاذبة والماسكة، والهاضمة والدافعة، والله تعالى أعلم. قال القرطي: والصحيح أنهم الرؤساء، وأما جملتهم فيحكيها قوله: وما يعلم جنود ربك إلا هو. ولما قال أبو الأشد بعد سماعه الآية: أنا أكفيكم سبعة شعر واكفوني اثنين نزل: ﴿ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً ﴾: فلا يغلبهم أحد ﴿ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ ﴾: عددا كان ﴿ فِتْنَةً ﴾: أي: ضلالة ﴿ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: إذ استهزءوا به ﴿ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ ﴾: صدق محمد صلى الله عليه وسلم لموافقته مع كتبهم ﴿ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ ﴾: منهم به ﴿ إِيمَٰناً وَلاَ ﴾: أي: ولئلا ﴿ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾: تأكيد ﴿ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾: نفاق ﴿ وَٱلْكَٰفِرُونَ ﴾: إنكاراً ﴿ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا ﴾: العدد ﴿ مَثَلاً ﴾: جعلوه مثلاً لغرابته، وهذا إخبار بمكة عما سيكون بالمدينة ﴿ كَذَلِكَ ﴾: الإضلال والهدى ﴿ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ ﴾: من خلقه على ما هم عليه ﴿ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ ﴾: أي: سقر ﴿ إِلاَّ ذِكْرَىٰ ﴾: عظة ﴿ لِلْبَشَرِ * كَلاَّ ﴾: ردع لمنكريها ﴿ وَٱلْقَمَرِ * وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴾ مضى ﴿ وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ ﴾: أضاء ﴿ إِنَّهَا لإِحْدَى ﴾: البلايا ﴿ ٱلْكُبَرِ ﴾ هذا مثل: أحد الرجال، أي: لا نظير له ﴿ نَذِيراً ﴾ إنذاراً ﴿ لِّلْبَشَرِ * لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ ﴾: إلى الخير ﴿ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾: عنه ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾: أي: بعملها مروهة ﴿ إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ ﴾: المؤمنين، فإنهم فكوا رقابهم بإحسانهم، أو الملائكة أو الأطفال ﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ ﴾: أي: يسألون المجرمين ﴿ عَنِ ﴾ حال ﴿ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾ قائلين لهم: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ ﴾: نشرع في الباطل ﴿ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ * حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ ﴾: الموت ﴿ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ ﴾: لو شفعوا لهم فرضا ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ ﴾: القرآن ﴿ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ ﴾: في نفارهم عنه ﴿ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴾: وحسية ﴿ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴾: أسد أو صياد أو شبكة ﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ ﴾: من الله ﴿ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً ﴾: غير مطوية على تصديقه ﴿ كَلاَّ ﴾: رَدْعٌ عن إرادتهم ﴿ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ ﴾: فلذا يعرضون ﴿ كَلاَّ ﴾: إلا ﴿ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ ﴾: اتعَظَ بهِ ﴿ وَمَا يَذْكُرُونَ ﴾ به ﴿ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ﴾: تذكيرهم ﴿ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ ﴾: للمتقين - واللهُ أعْلَمُ بالصّواب.

صفحة رقم 724
الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
نور الدين أحمد بن محمد بن خضر العمري الشافعي الكازروني
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية