تشابه في قوله تعالى﴿ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾

ضبط الآية ( فانبجست )
قال تعالى: (مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) آل عمران:١١٧. (ولكن أنفسهم يظلمون) بدون (كانوا) هي الوحيدة في القرآن، قال الكرماني: ((لأن ما في السورتين (البقرة والأعراف) إخبار عن قومٍ فاتوا وانقضوا، وما في آل عمران حكاية مَثَل)) . قال السخاوي: آآ. وبعد لكن لفظ (كانوا) ما سقط إلا التي في آل عمران فقط وما عداها بزيادة (كانوا)، كما في البقرة والأعراف والتوبة، والنحل في موضعين، والعنكبوت والروم.
قال تعالى: (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) الأعراف: ١٦٠. وقوله تعالى: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ) الأعراف: ١٦٢، وقوله تعالي: (وَسْئَلهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأعراف:١٦٣ وقوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأعراف: ١٦٥.
قوله تعالى:﴿ إِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ البقرة:60. مع قوله تعالى:﴿ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾الأعراف:160. فكثيرًا ما يشكل (انفجرت) مع (انبجست)، أو الجمع بين الأكل والشرب في البقرة، مع الاقتصار على الأكل في الأعراف. وبعد التأمل في الآيتين، تجد أنه في الآية الأولى المستسقي موسى عليه السلام، وفي الآية الثانية المستسقي قومه، ولا شك أن موسى عليه السلام أشرف وأكمل، ومن ثمَّ فإن الخصال والمزايا التي في حقه قد فاقت الخصال والمزايا التي لقومه، ولذا تأمل في موضع البقرة، تجد أنه جاء فيها (انفجرت) وهو قوة خروج الماء، و (انبجست) جاءت في الأعراف وهو أول الاندفاع، وفي الغالب أنه يكون أضعف، ثم جمع بين الأكل والشرب لما كان المستسقي موسى عليه السلام في البقرة، واكتفى بالأكل في الثانية لما كان المستسقي قومه، كما في الأعراف.
(فانفجرت) (فانبجست)

في البقرة: " وقلنا يا آدم اسكن " ، وفي الأعراف: " يا آدم اسكن ". في البقرة: " وظللنا عليكم الغمام " ، وفي الأعراف: " وظللنا عليهم الغمام ". في البقرة: " فانفجرت منه " ، وفي الأعراف: " فانبجست .
