آيات من القرآن الكريم

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ

{ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي

صفحة رقم 529

أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام﴾ فيهم قولان: أحدهما: أنهم الكفار والمنافقون، قاله ابن جريج. الثاني: أنه النضر وهو من بني عبد الدار قال إذا كان يوم القيامة شفعت لي العزى واللات، فأنزل الله هذه الآية، قاله عكرمة. ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم﴾ الآية. والإطفاء هو الإخماد، ويستعملان في النار، ويستعاران فيما يجري مجراها من الضياء والنور. والفرق بين الإطفاء والإخماد من وجه وهو أن الإطفاء يستعمل في القليل والكثير، والإخماد يستعمل في الكثير دون القليل، فيقال أطفأت السراج ولا يقال أخمدت السراج. وفي ﴿نور الله﴾ ها هنا خمسة أقاويل: أحدها: القرآن، يريدون إبطاله بالقول، قاله ابن زيد. الثاني: أنه الإسلام، يريدون دفعه بالكلام، قاله السدي. الثالث: أنه محمد ﷺ يريدون هلاكه بالأراجيف، قاله الضحاك. الرابع: أنه حجج الله ودلائله، يريدون إبطالها بإنكارهم وتكذبيهم، قاله ابن بحر. الخامس: أنه مثل مضروب، أي من أرد إطفاء نور الشمس بفيه فوجده مستحيلاً ممتنعاً فكذلك من أراد إبطال الحق، حكاه ابن عيسى. وسبب نزول هذه الآية ما حكاه عطاء عن ابن عباس أن النبي ﷺ أبطأ عليه الوحي أربعين يوماً، فقال كعب بن الأشرف: يا معشر اليهود ابشروا فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه، وما كان الله ليتم أمره، فحزن رسول الله ﷺ لذلك، فأنزل الله هذه الآية، ثم اتصل الوحي بعدها. ﴿ليظهره على الدين كله﴾ الآية. وفي الإظهار ثلاثة أقاويل: أحدها: الغلبة على أهل الأديان.

صفحة رقم 530

الثاني: العلو على الأديان. الثالث: العلم بالأديان من قولهم قد ظهرت على سره أي علمت به.

صفحة رقم 531
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية